اتهم اللواء متقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية وقائد عملية الكرامة في بنغازي أعضاء بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) بقيادة عصابات متطرفة.
وقال حفتر في تصريحات صحفية نشرت أمس السبت «المؤتمر الوطني به خمسة عشر عضواً ينتمون إلى تنظيم الإخوان، وللأسف تبين أن لهم صلة بالإرهاب ويقودون عصابات في الخارج والداخل، وعندما وصلوا إلى موقع القرار كشروا عن أنيابهم واستخدموا القنوات السياسية في تسهيل مهامهم، بالإضافة إلى استخدام المال العام حيث كانت لديهم الصلاحيات للتصرف فيه، وأصبح المتطرفون يأتون من كل حدب وصوب إلى ليبيا ليوجهوا لها الضربات، ويدعون أنهم أنصار المسلمين، والإسلام منهم براء، لأننا نحن أنصار الإسلام حقيقة وليس الأفغان أو الهنود أو غيرهم من الذين يأتون إلى هنا».
وأضاف «نحن مصرون على مقاومتهم عندما رأينا بعض الليبيين يذبحون سواء كانوا أفراداً في الجيش أو الشرطة أو القضاء وحتى المدنيين باسم الإسلام، نحن بالتأكيد رفضنا هذا، لأنه لم يكن أمامنا أي سبيل آخر سوى رفض ذلك والخروج من بلادنا، لأننا لا يمكن أن نرضى أن نكون غرباء في وطننا، وأن نترك هؤلاء يتعاملون مع الوطن بهذا الشكل».
وتابع «هدفنا دولة مدنية ديمقراطية، ولكن المؤتمر الوطني عاد لمزاولة نشاطه الطبيعي ومنح الثقة لحكومة رئيس الوزراء السابق أحمد معيتيق قبل قرار المحكمة الدستورية بسحب الثقة منه»، واستطرد «هذا البرلمان من وجهة نظرنا منتهية صلاحيته وفاقد للشرعية منذ أكثر من أربعة أشهر مضت، ..نحن نريد دولة يسودها العدل والمساواة والديمقراطية، انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية، وليس بطريقة من يسمون أنفسهم جماعات أنصار الشريعة المتطرفين الذين ركبوا الموجة على أكتاف الإسلام». وذكر أنه لا أحد يدير ليبيا في هذه الظروف، فرئيس الوزراء الجديد ليس لديه سلطة وتلتف حوله عصابة متطرفة .. ولا بد من القضاء على العناصر المتطرفة التي تدعي الإسلام ممن يطلقون على أنفسهم «الإخوان».
واتهم حفتر أعضاء بالمؤتمر الوطني والإخوان بالوقوف وراء محاولة اغتياله، وتعهد بأن الرد عليهم سيكون قاسياً، معرباً عن اعتقاده أن الطريق الأمثل لهم الآن هو الاستسلام أو الخروج فوراً من ليبيا. وأشار الى أن «أهداف عملية الكرامة تتحقق وحددنا سابقاً مدة زمنية ما بين ثلاثة أشهر إلى عام تقريباً في حال تقدمنا ببطء، ولكن الآن اقتربت الأمور كلها، وستكون المدة التي ستنجز فيها «عملية الكرامة» مهامها أقصر مما يتصور الجميع، بل خلال مدة أقل من الحد الأدنى الذي أشرنا إليه». يذكر أن اللواء المتقاعد حفتر أطلق عملية الكامة في منتصف الشهر الماضي في بنغازي شرق ليبيا لتطهير البلاد مما أسماهم المتطرفين والإرهابيين.
ومن جانب آخر أعلنت تركيا إغلاق قنصليتها العامة في مدينة بنغازي شرق ليبيا اعتباراً من أمس السبت، وجددت تحذيرها لرعاياها من السفر إلى ليبيا بسبب الأوضاع غير المستقرة في الكثير من المدن هناك.. جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية، ليلة أمس الجمعة، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أمس السبت. وقال البيان أن القنصلية العامة التركية بمدينة بنغازي علقت أعمالها اعتباراً من أمس السبت، نظراً للأوضاع الحساسة التي تشهدها هذه المدينة الليبية، ومدن أخرى محيطة بها.
ولفت البيان إلى أن أفراد القنصلية وموظفيها سيواصلون أعمالهم من خلال مبنى السفارة التركية بالعاصمة الليبية طرابلس، مناشداً الأتراك الموجودين في ليبيا عدم السفر إلى بنغازي والولايات الواقعة شرق البلاد.
كما طلب البيان من الأتراك في ليبيا مغادرتها إذا لم يكن بقاؤهم هناك ضرورياً للغاية، وأوصتهم بالاستفادة من رحلات الطيران المستمرة بين أسطنبول وبعض المدن الليبية والتونسية من أجل مغادرة البلاد.
كانت الخارجية التركية قد وجهت تحذيراً مماثلاً في الرابع من الشهر الجاري. يذكر أن ما يطلق عليه الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية أطلق من بنغازي عملية الكرامة الرامية لتطهير ليبيا من المتطرفين على حد قوله إضافة الى الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد.