صدم العراقيون قبل غيرهم من فتوى المرجعية الشيعية في النجف، التي طالبت العراقيين بالتطوع للتصدي للمسلحين السنة الذين استولوا على نينوى وصلاح الدين وعدد من المدن العراقية في طريقهم إلى العاصمة بغداد.
هذه الفتوى الطائفية وجد فيها العراقيون زيتاً طائفياً لاشعال الحرب الأهلية في العراق، ويعيبون على من أصدر هذه الفتوى سكوته أيام غزو القوات الأمريكية والبريطانية العراق واحتلاله وترك العراقيين وجيشهم الوطني لقمة سائغة لقوات الاحتلال.
يومها كان العراق يتعرض للغزو والاحتلال من قوات أجنبية أفرادها يقتلون الجنود العراقيين المسلمين، ومع هذا صمتت المرجعيات الشيعية جميعاً، وهو ما اعتبره كثير من المسلمين تخاذلاً وصمتاً مريباً يرتقي إلى المشاركة والترحيب باحتلال بلد مسلم من قوات كافرة.
وقد انفردت المرجعية الدينية السنية في الدعوة لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، ودفع كثير من الأئمة والمشايخ الثمن حيث أبعدهم الأمريكان عن العراق وبعضهم اغتيل من قبل عملاء الاحتلال وخاصة من المليشيات الطائفية.
الآن تدعو المرجعية الشيعية في النجف للتطوع لقتال ثوار العشائر من أهل السنة بعد أن أذاقهم حليفهم نوري المالكي كل أنواع الاقصاء والتهميش، وحول أهل السنة إلى مواطنين من الدرجة الثانية، ومع أن هذه (الثورة) يقودها تنظيم داعش وهو صاحب السمعة الارهابية، إلا أن جميع أهل السنة وخاصة في المحافظات الغربية الشمالية منخرطون في هذا العمل، حتى وان لم يشاركوا في القتال فقد وفروا بيئة حاضنة لثورة العشائر التي وان تصدرتها داعش، إلا أن كل من يفهم الأوضاع في العراق يعلم أن الجميع يؤيد تغيير الأوضاع الشاذة التي فرضها المالكي.
وبعد فتوى المرجعية الشيعية في النجف لا نستبعد أن تصدر فتاوى مضادة من مشايخ وأئمة المسلمين السنة الذين لا يمكن أن يصمتوا أمام فتوى تحرض على قتل أهل السنة بدعوى أنهم متطرفون، وقد ارتكبت المرجعية الشيعية خطأ فادحاً حينما حدد خطيب الجمعة (الكربلائي) باسم علي السيستاني المستهدفين بقوله الارهابيين من السنة.!! وهو ما يجعل فتواه دعوة طائفية مقيتة تقسم العراق إلى طائفتين متقاتلتين وليس طائفتين متشاركتين في وطن واحد.
وكنا نعتقد أن القيادات السياسية من البيت الشيعي سترفض التجييش الطائفي، إلا أن وسائل الاتصال الالكتروني حملت صوراً لرئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عمار الحكيم وهو يرتدي اللباس العسكري وهو يدعو المتطوعين لحرب السنة..!!
وهكذا ظهر الوجه الحقيقي للطائفيين الذين سيقودون العراق إلى بحر من الدماء.