أن تكون (كاتباً صحافياً) في جريدة الجزيرة، وتقابل رئيس تحرير صحيفة الرياض، فتلك مهمة ليست بالسهلة، اعتقد أنها تجربة فريدة و(قيمة جداً), تُكسب صاحبها خبرة مزدوجة وعميقة؟!.
تركي السديري وخالد المالك، قامتان إعلاميتان يفخر بهما كل سعودي، فقد تتلّمذ على يديهما معظم (أباطرة الصحافة والإعلام) في بلادي، خصوصاً من خريجي مدرستي (الرياض والجزيرة) اللتين أنتجتا العديد من الأسماء اللامعة من مذيعين وصحافيين ومحاورين، البعيدون عن دائرتهما يعتقدون أنهما أعداء - لا سمح الله - أو خصوم؟!.
ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالزمالة والصداقة القديرة والقديمة والمتجددة بين (الرمزين الكبيرين) تختلف تماماً عن التنافس الطبيعي بينهما لضمان وحفظ مصالح كل صحيفة، ولعل تعليق الأستاذ تركي السديري - على الهواء مباشرة - عند عرض صورة الأستاذ خالد المالك خير دليل عندما قال: (إنه أقدم زميل وأقدم صديق) ولا يوجد بين الرياض والجزيرة أي عداوات، وبعد الهواء وكونه اشترط تلبيتي لدعوة (الغداء) في منزله، قال لي الاستاذ تركي: (لا أعرف لماذا يعتقدون أن بيننا خصومات دائماً) في كل مقابلة وكل وسيلة إعلامية يتكرر السؤال، وأثنى على مهنية وزمالة الأستاذ القدير خالد المالك المستحقة، كونه رجلاً يخدم صحيفته بالطريقة التي يراها مناسبة!.
من هنا يجب أن يتعلم الكثير ممن يعملون في حقل الإعلام (أداب وأخلاق الاختلاف في المهنة)، فالتعامل مع هذه الرموز الكبيرة، هو مدرسة بحد ذاته، لنتعلم أن الاختلاف في الرؤى والطرق لتحقيق المصالح، لا يجب أن يولد أي خلاف شخصي بيننا!.
أنا شخصياً، أدين لأستاذي الكبير (خالد المالك) بالكثير لمواقفه المهنية لدعمي وتشجيعي على الكتابة بشكل يومي منذ - 5 سنوات - وحتى اليوم دون مجاملة أو سابق معرفة، ولكنني أيضاً معجب بالأستاذ الكبير (تركي السديري) كقامة إعلامية عظيمة، وتاريخ طويل يستحق البحث والتصفح وهو ما تم من خلال مقابلتي التليفزيونية له عدة مرات!.
فلولا الثقة التي زرعها (المالك) في كُتابة وصحافييه - مع حفظ الألقاب - لما تجرأت وسألت (السديري) - مع حفظ الألقاب أيضاً - عن تكرار مصطلح (جزالة في كتاباته)، وهو السؤال الذي لم يجرؤ صحافي قبلي على طرحه - وجهاً لوجه - على الأستاذ تركي، الذي تقبله بمهنية تامة، وأجاب عليه بأريحيه وشفافية؟!.
أشعر بأنني محظوظ جداً لوجودي بين (هاتين القامتين), ولعل الصورة تتضح لمن كان يسأل كيف يقبل (السديري)، أن يحاوره (صحافي) من جزيرة (المالك)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.