بات من الواضح ان فشل الحوار الوطني اصبح امرا شبه مؤكد وذلك على ضوء عدم تمكن الفرقاء السياسيين المشاركين في آخر جلسة لهم السبت من تحديد اسبقية الانتخابات التشريعية على الرئاسية او العكس، فيما اتضح ان حركة النهضة والبعض من الأحزاب الصغيرة التي تساندها مقرة العزم على ترحيل هذا الخلاف الى المجلس التأسيسي قصد الحسم فيه.
الا ان الرباعي الراعي للحوار ونداء تونس والحزب الجمهوري يصرون على وجوب حل الإشكال وتحقيق التوافق صلب الحوار في جلسته الأخيرة ليوم غد، بالرغم من تصلب موقف النهضة التي تطرح فرضية تواصل الخلاف بين الأحزاب السياسية مما سيضطر الجميع الى ترك الأمر بين يدي المجلس التاسيسي حيث تملك الحركة اغلبية المقاعد، بما يعني ان رايها هو الذي سيفوز في النهاية في حال تم ترحيل المسالة الى المجلس.
ويعتقد المراقبون ان هذا الحل وارد جدا في صورة تواصل الخلاف بين المشاركين في الحوار الوطني الذين يصر كل شق منهم على تمرير مقترحه بشان الإنتخابات بعد ان تم التوافق حول الفصل بين المحطتين الإنتخابيتين، الا ان الجميع فشلوا في تحديد اسبقية لإحداهما. وكانت الجلسة الأخيرة للحوار افضت الى تمسك 10 احزاب بتقديم الإنتخابات الرئاسية على التشريعية، فيما اصرت النهضة و6 احزاب اخرى على العكس، فيما احتفظ حزبان صغيران بصوتيهما.
من جهة اخرى، وبالتوازي مع مسلسل الحوار الوطني المشوق، تتواصل حلقات سلسلة اخرى مفزعة من الحرائق التي تلتهم الهكتارات من الأراضي الفلاحية التابعة لفلاحين خواص خسروا ثرواتهم في ساعات قليلة جراء اندلاع حرائق واسعة لا اسباب واضحة وراءها فيكفي القول بان محافظة جندوبة سجلت خلال الأسبوع الماضي فحسب اندلاع حوالي 10 حرائق في امكان مختلفة اسفرت عن اتلاف اكثر من 54 هكتارا من الأراضي الفلاحية، الى جانب الأضرار الحاصلة في واحات التمور وحقول الحبوب والأشجار المثمرة وعشرات الهكتارات بجبل النحلي بغرب العاصمة.
وفي هذا الإطار، تمكنت وحدات تابعة للجيش والحرس الوطنيين اول امس من العثور على وكر للإرهابيين في احدى قرى محافظة جندوبة حيث تبين ان الوكر هوفي حقيقة الأمر مغارة مغطاة بأغصان اشجار وضعت للتمويه. وترجح التقديرات الأولية ان المجموعة أو الخلية التي كانت تستخدم المغارة كمخبأ يتجاوز عددها الـ10 عناصر. ووفق مصدر امني فان الخلية المتواجدة بجبال جندوبة على الحدود مع الشقيقة الجزائر،تعمل تحت إمرة اقيادي في تنظيم أنصار الشريعة المحظور فيصل الدلاعي، الذي كلّفه سيف الله بن حسين المعروف بأبو عياض، بتولي دعم وإسناد المجموعات الإرهابية المتواجدة في جبال جندوبة والكاف والقصرين منذ مطلع 2013.
وبالرغم من حملات التمشيط والبحث المكثف الذي تاعونت فيه وحدات الجيش مع وحدات الأمن، الا ان الدوريات كانت تصل متاخرة بساعات قليلة الى ساحة المعارك، مما يقيم الدليل على ان جهاز الأمن مخترق من الجماعات الإرهابية وان بعض المتواطئين لا يزالون في خدمتها صلب الجهاز الأمني.
وكانت عناصر من الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها منذ نحو شهر، اتعرفت بانها كانت تخطط لإغتيال عدد من القيادات السياسية على غرار الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس ومية الجريبي رئيسة الحزب الجمهوريالى جان قيادات امنية رفيعة المستوى. واقر الموقوفون وعددهم 19 عنصرا، بانهم تسللوا من القطر الليبي قبل ذلك بفترة وكانوا ينوون التمركز بالأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة حيث يصعب الكشف عنهم من طرف الوحدات الأمنية.
من جهة اخرى، أكد رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي أنه سيُعلن موقفه النهائي من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة شهر قبل تنظيمها.
واوضح بانه لا يوجد اي مانع قانوني او أخلاقي يحول دون ترشحه للإنتخابات، مشددا على أنه لا يسعى للشعبية وأنه تصرف طيلة عامين من منطلق ضرورة التصرف مهما كانت المشاكل.
وأقر المرزوقي بالفشل في إرساء العدالة الانتقالية، واوضح أنه لم يتم الكف عن متابعة الأموال والأشخاص الّذين هربوا من تونس ومن بينهم بن علي، مؤكدا ان جلب بن علي حق من حقوق الشعب التونسي، مصرحا في هذا السياق أنه لم يتخل يوما عن طلب استرجاعه.