هي حلوى (عنصرية) إن جاز لنا التعبير, تحويها قائمة أحد المطاعم الشعبية بالرياض، ليقدمها لزبائنه (بهذا الاسم) غير اللائق، مع غياب أي دور رقابي لوزارة التجارة أو البلديات، والتسمية شهيرة في الشام والأردن، لمنتج يتم استيراده في الأصل من ألمانيا، حتى تم توطينه عربياً، ووضع بعض الإضافات عليه، ومنحه هذه (التسمية) المستفزة ؟!.
هناك من يقول إن العنصرية لم تأت من العرب؟! كون اسم (رأس العبد) جاء من بلد المنشأ، للمنتج الذي عُرف العام 1892م باسم -Mohrenkopf - أي رأس الموروس، وهو اسم يطلق على سكان إفريقيا في اللغة اليونانية، ويعني الأسود, أو المظلم، كناية عن شكل - كرات الحلوى - المغطاة بالشوكولا!.
في عام 2003 م يبدو أن الشركة المنتجة انتبهت للأمر، ولتسمية العرب للحلوى بهذا الاسم، فقررت وضع مسابقة لاختيار اسم عربي بديل لحلوى - رأس العبد - للبعد عن الشبهات، وأطلقت على الحلوى اسم - الطربوش - ولكن النسخة الشعبية ظلت كما هي - رأس العبد - بسبب شكلها, وسعرها الرخيص, وارتباطها بثقافة الابتسامة المخلوطة بالعنصرية لدى الصغار, وتوارثها من الأجيال السابقة, وهو أمر غير مقبول اليوم؟!.
فكرة حلوى الأطفال، طورها العرب لتصبح صينية متكاملة (بكرات الكاكاو) المخلوطة بالسّميد، وجوز الهند، وما يهمنا هنا هو غياب مراجعة - أسماء - بعض الأطباق والحلويات الموجودة في أسواقنا ومطاعمنا اليوم، للتأكد من عدم مخالفتها للدين، أو خدشها للحياء، أو عدم مناسبتها للذوق العام، أو إثارتها للعنصرية مثل حلوى - رأس العبد - المذكورة ؟!.
نحن لا نطالب الجهات المعنية بتغيير ثقافة المستهلك، ومنعه من إطلاق الاسم الذي تعود عليه أو يرغبه على السلعة، فهذه مسألة أخرى، نحن نطالب هذه الجهات بمراقبة - مقدم الخدمة - ليلتزم بعرض تسميات - مناسبة - للذوق العام؟!.
فمطاعمنا مليئة - بقوائم منيو - تدعو للضحك والعجب، وبعضها دخيل على ثقافتنا ويخدش الحياء، فهل يمكن إيجاد طريقة لمراقبتها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.