أنا ومشرفي الإنجليزي

فاصلة:

(في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين).

حكمة لاتينية

‏قبل أن أقابل مشرفي على رسالة الدكتوراه للمرة الأولى كنت قد قرأت عن أن الدكتوراه في بريطانيا هي المشرف وقرأت عن أهمية العلاقة معه لتحقيق النجاح.

وقرأت أيْضًا قصص الطلاب الذين تعسرت دراستهم بسبب إهمال المشرف أو عدم تجاوبه.

لكني قررت أن يكون المشرف الرئيس جورج والمشرفة الثانوية كارول بمثابة صديقين أتعلم منهما وليس مُجرَّد موجهين لي في البحث.

وبالفعل لطالما كانت اجتماعاتنا في مقهى الجامعة أو في حديقتها. بالأمس فاجأني مشرفي بطلبه أن يقرأ مقالاتي وعندما بحثت له عن رابط مقالاتي في جوجل ظهر حسابي في تويتر فطلب مني اسم الحساب ليتابعني، ثمَّ قال مازحًا: لديك عدد كبير من المتابعين.

هذا الموقف لا يحدث مع أيّ مشرف يضعه الطالب في إطار جامد لأنَّه دون شعور سيكون مع مشرفه في ذات الإطار وستكون العلاقة سلطوية من ناحية المشرف ويشعر الطالب أيْضًا بانه ضحية لأنَّه وضع اعتبارت يملؤها الخوف والقلق مع مشرفه.

كثير من الطلاب تحدث لهم مشكلات دراسية وربما شخصيَّة مع المشرفين وأجد المشكلة الأساسيَّة أن الطالب لا يتحمل مسؤولية ما يحدث له، بمعنى أن مشرفي لديه من العيوب ما يكفي مثل عدم رده على البريد الإليكتروني وفي بداية الدراسة لم يكن يجيب على أسئلتي إلا بعبارة لا أدري، وكانت انتقاداته لعملي قاسية في أولى السنوات، لكني أبدًا لم أركز على هذه العيوب بل كنت أركز على إيجابياته حتَّى تزداد، لأجل الهدف الذي أودُّ تحقيقه.

تكوين أيّ علاقة مع أيّ إنسان مهما كانت هي بسيطة إذا أردتها كذلك، نحن من نصنع العلاقة.. نحن المسؤولون وليس الآخر. إيماننا بهذه المسؤولية يجعلنا نستطيع تكوين العلاقة وفق ما نريد.

السلبية المقيتة أن استسلم لكل شيء حتَّى واقعي.. حتَّى مستقبلي وأُسقط كل ما يزعجني في حياتي أو دراستي أو عملي على الآخر.

هذا الاتجاه يؤدي بك إلى التذمر الذي لا يصنع في حياتك أيّ تغيير.

أما تحملك للمسؤولية فإنه يجعلك نوقظ ما فيك من مهارات لإصلاح أيّ خلل في علاقة مهمة في حياتك يتوقف عليها نجاح مستقبلك العلمي والعملي.