ولا تقربوا الصلاة

فاصلة:

(بقدر ما نتوغل عميقا في الغابة، بقدر ما نجد حطباً)

- حكمة عالمية -

‏تعاني المرأة المسلمة من بعض علماء الدين الذين يخفون النصوص الدينية الداعمة لتقدير الإسلام للمرأة وبذلك يساهمون في تهميش المجتمعات الإسلامية للمرأة ولا يهتمون بتوعية المسلمين لفهم النصوص الدينية وفق منهاج الله ورسوله، بل يتركون ثقافة المجتمع الذكوري توجه افكار العامة كيفما شاءت.

أكثر ما أجده مثالاً لذلك حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه، الذي ثبت في (الصحيحين) أنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على نساء، فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن: ولم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها « هذا الحديث بات حتى النساء يستشهدن به على ضعف قدرات المرأة والصحيح ان الفهم الصحيح اعمق من التفسير السطحي لما قاله سيد الخلق.

والذين يفعلون ذلك لا يدركون انهم يعطون للغرب دلائل على تهميش الإسلام للمرأة بينما هو الدين المنصف لها.

اذا عدنا للحديث فرغم بعض الاختلاف على صحة متنه الا ان ما يهمني في هذه المساحة توضيح كيفية فهمنا للنص من خلال الثقافة وهي عملية صحيحة علميا اذ اننا نفهم أي نص سواء لفظي او بصري وفقا لقناعاتنا الخاصة ،ولذلك لا يمكن لانسان قناعاته ان المرأة ضعيفة وناقصة ان يستطيع التعمق في هذا الحديث النبوي دون فهمه بما يوافق تفكيره .

قلنا في مقال الجمعة السابق ان نقصان العقل وفقا للآية الكريمة هو النسيان وحددت الشهادة بامرأتين في الأمور المالية فقط، ودليل ذلك ان الإسلام يعتبر أن المرأة والرجل سواء أمام التكاليف الشرعية من حيث الأداء والعقوبة، ولا يعتبر المرأة ناقصة عقل غير مكلفة شرعاً.

اما نقصان الدين فالمرأة لا توصم به حيث لا يد لها فيه، بل هو من الله حيث لظروف بيولوجية تمر بها المرأة دونا عن الرجل تسقط عنها بعض الفروض الدينية.

ولا يمكن الركون الى فكرة ضعف الدين بغير ذلك والا كيف نفسر عدم التفرقة في قبول رواية الحديث عن رجل او امرأة طالما كانت عدلاً، وكما قال الحافظ الذهبي: لم يؤثر عن امرأة أنَّها كذبت في حديث، وقال الشوكاني: لم ينقل عن أحد من العلماء أنَّه رد خبر امرأة لكونها امرأة.

اذا اردنا ان نستشهد بالاحاديث النبوية على ضعف عقل المرأة فلن نجد الا ما توفره لنا قناعات تقليدية بعيدة عن التدبر الحكيم.