فاصلة: (الحب يتحدث حتَّى بشفتين مقفلتين)
حكمة عالميَّة
ماذا نعرف عن الحب سوى ما قدمه لنا الإعلام العربي بأنّه حكاية بين رجل وامرأة غالبًا ما تكون في الظلام وإن انتهت بالزواج فإنّ مصيرها إلى الملل أو الفشل!!
تعرض الحب لعملية إرهاب من خلال الدعاة والإعلاميين، فقد شوّه الإعلام مفهوم الحب حين حصره في هذه الزاوية، ومن جهة أخرى حصره بعض الدعاة في حب الله ولكن ضمن تلميحات مغلفة بالترهيب من عذاب الله، بينما الحب يعني الترغيب في رحمته وعدالته.
وقبل ذلك كان دور الأسرة التقليدية في إنقاص تقديرنا للذات وإفهامنا أن حب الذات هو النرجسية والأنانية فلم نكن نستخدم لفظ أحبك كما يستخدمه الطفل بفطرته السليمة لأننا لم نتعلم أن نحب أنفسنا.
هذا يفسر لماذا أحيانًا نجد صعوبة في التعبير عن مشاعرنا الجميلة لمن حولنا، ونحتاج إلى مناسبة حتَّى نبرر تعبيرنا عن الحب.
مفهومنا عن الحب قاصر وفي إعادة تشكيل هذا المفهوم ليصبح أعمق حياة جديدة لنا ولمن حولنا.
الحب طاقة إبداعية نستمدها من أنفسنا أولاً حين نتفهم معنى أن نحب أنفسنا ونعتني بها بعيدًا عن شعورنا بتأنيب الضمير.
لا تستطيع أبدًا أن تعطي الحب للآخرين وأنت لم تحب نفسك.
أنا لا أنظّر أبدًا لأنني في اللحظة التي تعرفت فيها على نفسي وأحببتها اكتشفت معاني أخرى للحياة أعمق من مُجرَّد وقت يمضي بالعمل إلى أن نصل إلى نهاية الطريق، واكتشفت أن طاقة الحب تنتشر بداخلي لتفيض بجمالها على كلّ تفاصيل حياتي وتنتشر لتمنح بنورها كل من حولي.
بدءًا يمنحك حب نفسك الفرصة للتعرف على الله كما هو وليس كما خوّفوك من عذابه حتَّى بت تخاف لقاءه وتمتلئ نفسك خوفًا وأنت تدعوه في صلاتك بينما لا تخشع نفسك من خوف منه مثلما تخشع من حب له سبحانه وتعالى حين تستدل على رحمته بعباده.
يمنحك حب نفسك التعرف على الآخر بحب فلا تصنَّف أحدًا ولا تحكم على أحد لأنك تحب نفسك وتخجل أن تضعها موضع الجلاد وقد خلقت على فطرة الخير.
طاقة الحب هي الطاقة الأقوى في الخلق والإبداع وبدون التعرف عليها تصبح الحياة أشبه بمسلسل تلفزيوني ممل الأحداث فيه مكررة تمضي فقط للوصول إلى النهاية.