منظومة تعليم المرأة السعودية وتاجها جامعة الأميرة نورة:
* * لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل تعليم المرأة لدينا إلى هذا المستوى جودة وعدداً وانتشاراً رغم حداثة تجربة تعليم المرأة لدينا إذا قسناها بكثير من الدول البعيد منها والقريب منا ولعل الأجمل هو: تميز منظومة تعليم وعمل المرأة السعودية بأن المرأة السعودية وصلت إلى أقصى درجات النجاح تعلماً وعملاً مع حفاظها على قيمها وحجابها الذي لم يحجب عقلها وعلمها وفكرها وعطاءها.
* * *
* * لقد دار هذا الهاجس بنفسي وأنا أقرأ عدد خريجي هذا العام من تاج تعليم المرأة لدينا: (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) الذي وصل في هذا العام إلى ما يزيد على سبعة آلاف خريجة درسن بهذه الجامعة بكلياتها المختلفة: النظرية والعلمية وتخصصاتها التي تغطي كافة مجالات التنمية في هذا الوطن وانطلقن من أكبر وأجمل صرح تعليمي جامعي في منطقة الشرق الأوسط.
والأجمل من المبنى والتجهيزات بل مناط الفخر: تلك الكفاءات السعودية الوطنية التي تدير وتعلّم وتعمل بهذه الجامعة وعلى رأسها مديرتها: د. هدى بنت محمد العميل وكيلات الجامعة وعميدات ومنسوبات إدارتها وأعضاء هيئة تدريسها.
* * *
* * لم يتوقف نجاح الجامعة على دورها التعليمي بل تناغم ذلك مع تفوق منسوباتها العلمي، فمن عضوات هيئة التدريس فيها اللواتي حصلن على جوائز عالمية ومحلية إلى وصول عشر طالبات من الجامعة إلى مراكز متقدمة في عالم الابتكار والإبداع.
وقريباً بإذن الله سنرى إسهام الجامعة في أهم ميدان نحتاج في وطننا إلى خدماته: ذلكم هو: ميدان (الخدمات الطبية) حيث بدأت الثمار بافتتاح 20 عيادة أسنان بالجامعة وقريباً افتتاح المستشفى الجامعي فيها متزامناً مع تخريج الدفعة الأولى من الكليات الصحية، ولعل المفرح أن الكوادر الطبية السعودية الماهرة ستعمل وتسهم بقدر كبير في تقديم الخدمات الطبية وهن بنات هذا الوطن اللواتي تخرجن من هذه الجامعة فيكون رد الجميل لنساء وطنهن وفي مقدمتهن: جداول الحنان ومنابع العطاء: أمهاتهن اللواتي نذرن أنفسهن لهن.
* * *
* * لقد كانت هذه الجامعة حلماً لخادم الحرمين الشريفين وما زلنا نذكر عندما افتتح حفظه الله مدينتها الجامعية بعد أن كانت مشتتة المباني، متفرقة المراكز والكليات حتى توحّدت بهذه المدينة المفخرة.
باقة تقدير لجامعة نورة هذه (النوارة) التي تشمخ على أرض الوطن باعثة لنور المعرفة، وباثة عطر العلم، ها نرى ثمار دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان وراء هذه الجامعة نراها آتت وتؤتي أُكلها وتطرح ثمارها اليانعة.