إن الثقافة عماد رئيسي للنهضة والتطور، ومن بين الإشكاليات التي طرحها الفكر النهضوي العلاقة بالثقافة والعلم من حيث أن اكتسابهما شرط للحاق بركب التقدّم، وللثقافة دور في بناء الفرد والمجتمع وتوجيهه توجيهاً سليماً وتزويده بالعلم والثقافة والتربية التي تؤدي إلى ترسيخ مبادئ الإيمان بمثله وقيمه التي غذت الفكر البشري وأعطته مزايا متنوّعة..
وحب العلم ينطلق من ركائز آفاقها، والثقافة تزدهر في أجواء العلم والحضارة والإبداع والقدرة على التفاعل ومن أجل تحقيق ذلك فإن دورها حيوي ومتميز يجعل الرؤية تتضح من آفاق الوعي والصدق والإخلاص والعطاء والحث على حب المعرفة والفكر المبدع وغير ذلك من المفاهيم التي تربي الإنسان على القيم والمثل والوعي والممارسات السلوكية الرشيدة والإحساس بالمسؤولية وبلورة تصرفات الفرد بما يتلاءم مع الصدق والإيمان وتجنب الانحراف والفساد الذي يتعارض مع الدين وحب الوطن والإخلاص له بإيجابية فاعلة.
فالثقافة تستهدف الإيجابية والعطاء والاستجابة للعمل والتضحية والعمل على تحقيق الصالح العام واستيعاب حضارة العصر بما يتلاءم مع الدين والتراث والبعد عن كل أشكال السلبية والضعف والتخلف، بل ينبغي أن تكون الثقافة عنصر تقدم ورمز تطور ورغبة في البناء والنهضة وتحقيق الطموحات والآمال، إذ بتطلعات شباب الوطن وطموحاته وعزائمه القوية ترقي أمته مدارج الرقي والحضارة وتحقيق آمالها برقي وعي الشباب وقوة عزيمته وطاقاته وحيويته وحسن تربيته، فمتى حرصنا على توجيه الشباب الوجهة التربوية الإسلامية الصحيحة فالشباب يحمل بين جوانحه الحيوية والنشاط وتحقيق النفع لأمته ووطنه، فهي تساعد الفرد على النمو المتكامل لبناء شخصيته وأخلاقه مع الالتزام بالأمانة والإخلاص والآداب والفضائل التي تستشعر طرق الخير ووسائل الإصلاح.