العمل التطوعي ظاهرة حضارية واجتماعية ووسيلة مُثلى إلى التعاون والترابط الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع، ويحرص الكثير من الدول والمؤسسات والمجتمعات المتطوّرة على العناية به والحرص عليه وتطويره وتنميته ودعمه.. فالعمل التطوعي ميدان واسع وعمل إنساني كبير بحيث يكون سريعاً عند حدوث الأزمات والكوارث والفيضانات والأعاصير والحرائق وغير ذلك.
ولذا تحرص الدول والأمم على الاهتمام به - والعمل التطوّعي يجب الاهتمام به في مجتمعنا وقد حث عليه الإسلام في نصوص شرعية كثيرة، كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} وقوله تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}، وهناك أحاديث نبوية كثيرة تحث على ذلك كقوله عليه الصلاة والسلام «الساعي على الأرملة كالمجاهد في سبيل الله»، ولقد كانت مدننا وقرانا تحرص على ذلك، حيث كان المواطنون يساعدون بعضهم بعضاً في بناء المنازل ومساعدة الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين ويقدِّمون لهم كل ما يحتاجون إليه من عون ومساعدة ودعم، فكم تحتاج المجتمعات إلى جهد هؤلاء المتطوّعين ونجد في كثير من الدول أطباء وهيئات تدريس ورياضيين وطلاب جامعات يتطوّعون لخدمة بلادهم.
ومن هنا فهناك جهود مبذولة في بلادنا تحتاج إلى مضاعفة السعي الدؤوب صوب هذا الهدف المنشود وأن يتم تفعيل ثقافة العمل التطوّعي في مجتمعنا وبين جميع فئاته من خلال وسائل الإعلام وتعريف الشباب بأهميته وعمل ورش تعليمية وتعزيز روح التعاون مما يجعلنا نتفاءل بمستقبل للعمل التطوعي.