إن الاستثمار في بناء الإنسان من خلال التعليم والتدريب هو الطريق الصحيح إلى مزيد من الإنجازات الحضارية ومن أجل مستقبل واعد يجب أن نصنع أجيال الغد لتنمو بقوة وإيمان وتأخذ مكانها في الصدارة والتقدم والشاب الصالح هو ذلك الشخص الذي يسهم في خدمة أمته وبلاده يذود عن حماها ويدافع عن شرفها ويجاهد من أجل عزتها بإخلاص وعزم وتضحية وتفان.. فحب المواطن لوطنه هو الذي يصنع منه رجلاً قوياً صبوراً طموحاً يساهم في العمل والتضحية وإنكار الذات.. والإنسان ضعيف بنفسه قوي بإيمانه وهذا الإيمان هو الذي يجعله دائماً يحس بالأمل والقوة والتفاؤل ولكي نضمن للوطن أبناء صالحين فلا بد من الاهتمام بتنشئة المواطنين الصالحين الذين تفيض نفوسهم حباً لوطنهم وولاءً وتضحية من أجله ولذا يجب أن نبني الشباب ونصنع أجيال الغد بجهود ضخمة وترسيخ ثقافة الحوار معهم كثقافة وممارسة يومية في المدارس والجامعات وجعل الحوار أسلوباً للتربية وتعزيز الجوانب الإيجابية.
فبناء الوطن لا يتم إلا على أيدي الأبناء الصالحين والمواطنين المخلصين الذين يذكرون ما عليهم من واجبات ومسؤوليات في إطار المحبة والصدق والإخلاص والتحلي بالخصال الكريمة والسجايا النبيلة والصفات المجيدة، يذودون عن شرفه ويضحون في سبيل الدفاع عنه ويعملون على رفعته ويستجيبون لندائه ويعملون على النهوض به إلى ذروة المجد ومعارج التقدم والرقي. فمتى امتلأت القلوب بتلك المعاني الخيرة وتعلّقت بتلك المبادئ السامية أصبح المواطنون فخراً لوطنهم وذخراً لبلادهم وشرفاً لأمتهم، ولقد قيل:
إن التجارب للشيوخ وإنما
أمل البلاد يكون في شبابها
إن التربية السليمة للشباب هي أفضل وسيلة لكل جيل يتطلع نحو المعرفة بأبعادها المتنوّعة وإثراء خبراته العلمية والعملية وتوجيهها نحو الخير والصلاح والوصول إلى الغايات السامية وتعميق تلك المفاهيم في الأذهان وكم نحن في حاجة إلى تصحيح الكثير من المفاهيم التربوية وصياغة التربية في مدارسنا وبيوتنا ومجتمعنا على أساس التربية الإسلامية القويمة حتى تتبلور المفاهيم وبناء رجال المستقبل ليسيروا في طريق العلم والخلق والرشاد ومسايرة التطور المفيد الذي يحقق أهداف الأمة وغاياتها النبيلة وإفساح المجال لتحقيق نمو قدرات ومهارات الشباب واستعداداته وما وهبه الله من غرائز وميول واستعدادات فطرية وخصائص فكرية وغير ذلك مما يرفع من مستوى الشباب ليكونوا رجالاً مؤمنين ومواطنين صالحين قادرين على القيام بما يفرضه الواجب عليهم من مسؤوليات وما يحتاجه وطنهم من عطاء وخدمات مما يجعله يتبوأ المكانة الرفيعة والمنزلة العالية التي هو جدير بها من أجل مستقبل أفضل وتحقيق الأهداف التي تنشدها الأمة في تربية شبابها علمياً ومسلكياً.