لقد تربى على فكرة أن من حقه أن يؤدب (زوجته) ولم يكن يقصد قتلها، هذا ما قالته محامية (أمريكية) لمحاولة الدفاع عن (زوج باكستاني) ادين بضرب زوجته في (نيويورك) حتى الموت، لأنها أعدت له طبق (العدس) بدلاً من طبق (مرق اللحم)؟!.
وكان (نور حسين) 75 عاماً، قد انهال بالضرب على (زوجته الثالثة) نازار البالغة من العمر 66 سنة، بعصا خشبية لكونها قللت من احترامه، ولم تهتم للطبق الذي طلب إعداده، وكانت المحامية (جولي كلارك) قد جاهدت لمحاولة (التبرير) بأن الحادثة (قتل غير متعمد), إلا أن شهادات الجيران أكدت أن الزوج اعتاد (ضرب زوجته)، وأنهم سمعوا صراخها ليلة الحادثة بشكل مؤلم، بالاضافة إلى مجموعة من الصور للضحية، دفعت القاضي (ماثيو ديميك) لإدانة الزوج (بالقتل العمد)، مما يعني الحُكم عليه بالمؤبد في السجن، حال أقر (الأمر) منتصف الشهر الحالي!.
أعتقد أن الأمور اختلطت على المحامية كون (الضرب المُباح) هو ضرب غير مؤذ، وغير مُبرح، وإثارة هذه المسألة في قضية (القتل) أعلاه، فيها تشويه لصورة علاقة (الأزواج) في الإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم (لم يضرب أحداً قط، لا امرأة ولا خادماً) كما أخبرتنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بل إن بعض العلماء والمجددين يرون عدم (إباحة الضرب المطلق) كما علق على ذلك ابن حجر!.
الأمر لازال مُختلطاً حتى عند (بعض شبابنا) الذين تقرأ تعليقاتهم على تويتر، بحقهم في ممارسة (ضرب الزوجة) طالما أنه لم يبلغ حد الإيذاء، كعمل رجولي يستند على رأي شرعي، رغم الإعلان عن غرامة الـ (50 ألف ريال) ضمن نظام الحماية من الإيذاء!.
السادية، والعنف، والجلافة، وعدم الرومانسية، صور مقيته، وغير صالحة لزوج يعيش مع زوجته في العام (2014م)، وأعتقد أنها أفكار دخيلة يجب نبذها ورفضها، فالزواج مؤسسة حب وتفاهم وتضحية كما أقر ذلك الإسلام قبل غيره!.
على ذكر الضرب - غير المُبرح - فقد أصدرت محكمة نيوزلندية - قبل سنتين - حكماً بسجن زوج - ستة أشهر - لأنه أدين بضرب زوجته (ببيضة نعام)؟!.
في مجتمعنا ثقافة كسر (البيض المسلوق) تتم بواسطة (جبهة الزوج) في الغالب على سفرة الإفطار، دون أن ينتصر له أحد؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.