عندما تحذرنا شرطية العالم «أمريكا» من مناهجنا وأنها سبب من أسباب الإرهاب، فهذا الكلام يحمل وجهين من الحقائق، فهو كلام يحمل جزءا من الصواب في نفس الوقت الذي يمكن اعتباره كلاما عاريا من الصحة وخاطئا ومجحفا، إن كانت تقصد أن مناهجنا هي التي تفرخ الإرهابيين فهي جانبت الصواب إذ يمكن اتهام البيوت بقدر ما يمكن فيه اتهام المناهج أو المدارس.
نحن لا ننكر أن التعليم يحدث له أحيانا أن يختطف -كما أشار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في تصريح له قبل أيام- لسنوات عدة، ثم ينتبه لذلك ويتم إنقاذه من مختطفيه وإعادته لفصوله الدراسية تحت شمس الصباح المشرقة، وأظن أن ذلك شأن الكثير من دول العالم الثالث التي لا تملك مؤسسات مدنية ذات سلطات رقابية عالية، تدخل أمريكا في مناهجنا أمر مضحك مثل تدخلها في كثير من شؤون دول العالم لتحقيق مبدأ شرطي العالم، ولقبض ثمن هذا الدور الوهمي البغيض، الذي بسببه لن يهنأ الشرق الأوسط بليلة سلام واحدة طالما أن أمريكا لوحدها تحرك أقطاب النزاع وتصنع دولا شريرة في المنطقة لبيع أكبر كمية من السلاح ولقبض ثمن توفير الحماية لنفس الدول، مع غرابة أن أغلب الدول المتنازعة في الشرق الأوسط هي حليفة مخلصة للعم سام!
ولو افترضنا أن لنا الحق في التدخل بالشأن الأمريكي لكان لنا الأحقية أكثر منهم بمطالبتهم بتغيير مناهجهم، لتكرر سقوط مئات الضحايا نتيجة ما يقوم به تلاميذ المدارس الأمريكية من جرائم قتل إرهابية لأطفال أبرياء ومدرسين ومدرسات لا ذنب لهم، هذا القتل العبثي يمكن تسميته أخطر أنواع الإرهاب على الإطلاق، كونه اختمر في عقول أطفال أغلبهم لم يصل بعد لسن المراهقة، وهو الذي يمكن فيه اتهام المناهج الدراسية الأمريكية لا غيرها التي جعلت القتل العبثي الإرهابي في متناول أطفال ينشرون الرعب في الولايات الأمريكية كافة، حتى أصبح الجميع يتخوف من أي سلوك طفل أمريكي على مقاعد الدراسة ويتسابق الجميع لإبلاغ الشرطة عنه، الشرطي الأمريكي العالمي آخر نوادره أن العم أوباما يطالب بعدم السكوت على إصابات الرأس في الرياضة!