طرحت صحيفة مكة في عددها يوم - أمس الأول - تحقيقاً جريئاً بعنوان (السعوديات يفضلن دبي، برفقة الصديقات)، والمثير أنّ المشاركات في التحقيق رفضن كشف أسمائهن (كاملة)، ربما لعدم تقبل المجتمع لهذا - الفكرة - بشكل كامل حتى الآن!.
لم يعد سراً، أنّ هناك سعوديات يمتلكن تصريحاً دائماً - بالسفر للخارج - من الزوج أو ولي الأمر، ويذهبن مع صديقاتهنّ أو قريباتهنّ في رحلة استجمام، أو تسوق، أو عمل، أو دراسة، القضية قد تكون حساسة، ومرفوضة عند السواد الأعظم من الناس، بسبب طبيعة وثقافة المجتمع، إلاّ أنّ هناك من يتقبلها نتيجة ظروف معينة ؟!.
سفر المرأة لوحدها، دون مرافقة (محرم)، قضية قديمة متجددة عنوانها الرفض في الأصل، لكن الصيغ الحديثة، والظروف المتطورة للحياة اليوم، ووجود نساء في الخارج إما للعمل أو الدراسة، ربما وضعت المرأة السعودية في موقع يخولها للسفر والاعتماد على النفس بشكل - مستقل - أكثر من ذي قبل، إضافة إلى وجود أنظمة واضحة في البلد المقصود، والسفر لبلاد آمنة، سبق السفر إليها في الغالب!.
هذا التحقيق كشف أيضاً دور مكاتب السفر والسياحة، التي تحفّظت عن توضيح مكان ومقصد مثل هذه الرحلات، مع مراعاة طبيعة وخصوصية المجتمع السعودي، بعمل الحجز واختيار الفندق، والاكتفاء بأسماء المسافرات، أو صور الجواز، دون معرفة هل المسافرة تحمل تصريحاً أو إذناً من ولي أمرها أم لا ؟!.
أكثر المسافرات بهذه الطريقة، يرغبن الشعور بالاستقلالية والاعتماد على النفس وتجربة السفر مع الصديقات، نتيجة ظروف الإجازات التي قد لا تتوافق مع إجازات بقية أفراد الأسرة، مما يتطلّب التكيف مع أخريات، المسألة يرفضها الأغلبية، ولكن هل المستقبل يسمح بتزايد مثل هذه الرحلات مع تزاحم الحياة وتطورها شيئاً فشيئاً ؟!.
تجاربنا السابقة تقول إنّ رفض الكثير من السلوكيات في وقت سابق، ثم الرضوخ لها كمتطلبات ضرورية للحياة العصرية، يجعلنا ننظر للأمر بشكل مختلف ؟!.
فمن غير المقبول أنّ مثل هؤلاء النسوة يسافرن لدبي وأوروبا، وبالمقابل هناك أخريات لا يستطعنّ حتى التعامل بشكل صحيح ومستقل مع - بائع المحل - بسبب تسلط الرجل، أو خوفه المطلق وغير المبرر من تعاملها مع الآخرين بحساسية !.
يجب البحث عن حل وسط، والاتزان بتشجيع النساء على الاعتماد على أنفسهن باعتدال، لحفظ حقوقهن والمطالبة بها عند الحاجة، فالرجل لن يبقى طول العمر للمرأة ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي ..