لا يمكن المزايدة على قدرة ومهنية (الإعلاميين السعوديين)، الذين يملؤون معظم وسائل الإعلام العربية والخليجية، والقائمة على عقولهم وسواعدهم، ولكن السؤال المؤلم: هل نال هؤلاء حقوقهم الطبيعية (المعنوية والمادية) كمحترفين، أسوة بغيرهم من الإعلاميين العرب؟!
بصراحة ودون مجاملة، أعتقد أن مجمل حقوقهم مهدرة، بسبب ضعف المرجعية، والتنظيم العشوائي لمزاولة المهنة، على الأقل بالصيغ المتبعة في معظم هذه الوسائل اليوم، بعيداً عن معضلة (التعاون) أو (المرتزقة) التي أثيرت سابقاً.. وهنا العتب الأكبر يقع على وزارة الثقافة والإعلام التي تستطيع منح الإعلاميين السعوديين في الداخل والخارج - صفة الاحتراف الحقيقة - بخلقها لبيئة احترافية في التعامل مع إعلامييها أولاً، حتى تكون هناك مسطرة للتعامل والتعاقد المماثل، بسقف مالي يحدد - أجر وحقوق - الإعلامي السعودي في الخارج ثانياً؟!
قدرة الوزارة كمظلة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون كمرجعية، والهيئات الإعلامية السعودية الأخرى كداعم للصحفيين والصحفيات، تُحتم تغيير الصيغ المعمولة بها نحو آليات جديدة مع تزايد حاجة المؤسسات الإعلامية للمزيد من شباب الوطن، فالفرصة سانحة الآن للاعتراف - باحتراف- الإعلامي السعودي أسوة بما يحدث في عالم الرياضة، فالمسألة لا يحكمها السلم الوظيفي وحده، ولا عقد العمل الروتيني، نحن بحاجة إلى بيئة احترافية جديدة تتوافق مع مكتسبات الإعلام السعودي الحديث، وأظن ذلك ممكن بخطوات عملية مباشرة تضمن حق الإعلامي مادياً، وتخلق له الجو المناسب للإبداع، فلماذا لا نرى - مقدم عقد - للإعلاميين البارزين موثّق ومماثل لما يناله الرياضيون، أين الشرط الجزائي المُلزم (للمحترف الإعلامي) وللوسيلة المشغلة، لحماية السعوديين من مزاجية التعامل؟!
للأسف الإعلامي والإعلامية السعوديان هما الأقل أجراً في الغالب، مقارنة بما يتقاضاه غيرهما، من الأقل في القدرة الإعلامية، والجذب للمجتمع السعودي، الذي يعد السوق الأكبر لمختلف وسائل الإعلام؟!
هذا المسار يجب تصحيحه بشفافية، وبأسرع وقت ممكن، وقبل فقدان المزيد من الطاقات الإعلامية السعودية التي ما زالت تُطلب - بأبخس الأثمان - في سوق الإعلام العربي، الذي يتسابق على توظيف السعوديين والسعوديات، بعقود مجحفة وغير منصفة، رغم حاجة الآخرين لنا؟!
كل يوم هناك مزيد من الطلب على الإعلاميين السعوديين من وسائل إعلام جديدة، وكل يوم أيضاً هناك حقوق مهدرة، والسبب فقدان البيئة الاحترافية، أو مساندة السعوديين لبعضهم على الأقل، كما يفعل الآخرون؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.