لا أعرف هل سبق لأمين منطقة الرياض - وفَّقه الله - أن سلك الطريق الدائري الجنوبي، وتعرَّف على معاناة سكان جنوب الرياض، خصوصاً تلك الأحياء الواقعة بين مصنع الأسمنت على طريق الخرج، ومحطة معالجة الصرف الصحي؟!
بمجرد مرورك - يا معالي الأمين - مع هذه المنطقة ستشعر حتماً بالصداع، والغثيان من الروائح الكريهة، والمنظر المقزّز لمستنقعات المياه، فكيف هي معاناة الساكنين الذين يتعرّضون لأمراض خفية، ومشاكل صحية هم وأطفالهم، بسبب استنشاقهم هذه الأمراض والروائح طوال الوقت؟!
أعلم أن المشكلة ليست وليدة اليوم، وأنها معقدة ومركبة، وتحتاج لجهات عدة، ولكن يجب أن يكون هناك من يعلّق الجرس، ويبدأ بخطوات العلاج، فنحن نخسر كل يوم أسرة سعودية تهاجر من هذه الأحياء نحو الشمال أو الغرب أو الشرق، السعوديون بدأوا يهجرون هذه المساكن هرباً من الأمراض، وقد يأتي يوم لن نجد فيه إلا العمالة السائبة تسكن هذه الأحياء التاريخية، وهذه معضلة جديدة لتركيبة السكان؟!
لنقارن بين سكان جنوب الرياض وسكان بلدة (كراسنودورسك) الواقعة بين الحدود الروسية الكازاخستانية الذين غادروها ولم يبق منهم سوى 130 شخصاً فقط، وعلى ذمة (دايلي ميل البريطانية) فإن السبب هو (وباء النوم)؟!
هذا الوباء يجعل السكان فجأة يغطون في - سبات عميق- لمدة تتراوح ما بين يومين إلى ستة أيام متواصلة، بسبب استنشاقهم لغاز خفي؟!
العلماء يحاولون الوصول إلى تفسير علمي لما يحدث، بينما الخرافات والإشاعات تتطاير هنا وهناك، وإن كان أقرب تفسير منطقي أن السبب في وباء النوم فجأة هو - منجم يورانيوم- مهجور وقريب من المنطقة، وإن لم يكن هناك دليل قاطع حول الأمر؟!
الفرق العلمية تجري تحاليل للأظافر، والتربة، وتحليلاً للأشخاص بشكل دوري لمعرفة المتغيِّرات التي تطرأ عليهم، جراء هذه الحالة، مارينا فيلك مربية أبقار تقول: إنها شعرت بالنوم أثناء حلب الأبقار، ولم تستيقظ إلا في المستشفى بعد 6 أيام!
مع ارتفاع درجات الحرارة تتفاقم المشكلة، ويزداد نوم من بقي من سكان البلدة في ظاهرة غريبة، جعلت من المدينة - مدينة أشباح - في ظل تزايد المخاوف، وعدم وجود تفسير منطقي!
وأعتقد أن سكان جنوب الرياض عكس ذلك تماماً، فهم لا يحتاجون لفرق علمية لاكتشاف الأمر، إنما يحتاجون خطوات عملية لعلاج (نقص النوم) بسبب الناموس والروائح الكريهة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.