الأمير تركي.. ومستقبل الرياض

استقبلت الرياض بكل الفرح تعيين الأمير الشاب تركي بن عبدالله أميراً لها خلفاً للأمير خالد بن بندر الذي ترك بصمة على خارطة الرياض التنموية رغم قصر المدة الزمنية التي تولى بها الإمارة. والرياض العاصمة والأرض تستحق هذا الاهتمام الكبير الذي تلقاه من مقام خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الذي يظهر اهتمامه الكبير بها من خلال دقة وحسن الاختيار لمن يتقلد إمارة الرياض.

الجميع متفائل بمقدم الأمير تركي، والجميع يثق بقدرته الإدارية على إحداث نقلة تاريخية على خارطة الرياض التي تحولت اليوم بفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير إلى ما يشبه ورشة العمل في كل القطاعات والمجالات، وهو الأمر الذي سيغير ملامح العاصمة التنموية بعد سنوات قليلة حين يكتمل عقد هذه المشاريع العملاقة.

وأي أعمال كبيرة مثل هذه التي تشهدها الرياض تحتاج لجهود مضاعفة، سواء على مستوى التخطيط واستشراف المستقبل، أو على مستوى التنفيذ والمتابعة، ومعالجة أي عقبات قد تعترض قطار التنمية. والمعالجة لمثل هذه العقبات تتطلب أمرين، أحدهما تحديد نقاط الإعاقة بدقة، والأمر الآخر البت السريع في العلاج حتى لا تتراكم العقبات، وتتحول إلى قضية معقدة ومتشابكة. وبالتأكيد، فإن الأمير تركي على دراية تامة بمستقبل الرياض، ولديه الرؤية الدقيقة التي تساهم - بمشيئة الله - في تصويب كل الجهود نحو قنوات الإنجاز.

من المؤكد أن مشروع المترو الذي يُعد مشروع القرن بالنسبة للرياض هو أحد أهم الملفات المفتوحة أمام سموه على مدار الساعة؛ لما يمثله من ضخامة، وما يتطلبه تنفيذه من وقت وتعديلات فنية على كثير من شوارع المدينة.

والرياض اليوم أصبحت بحجم دولة، وتمددها الأفقي أدى إلى اتساعها بشكل كبير، وهذا قد يستدعي دراسة إعادة هيكلة المدينة إدارياً وجغرافياً، كأن يتم تقسيم المدينة إلى مراكز إدارية شاملة (محاكم، مرور، جوازات أحوال مدنية.. إلخ)، ويُعيَّن مسؤولون على رأس هذه المراكز، ويكون ارتباطهم مباشراً بأمير المنطقة وبصلاحيات تمكنهم من إنهاء إجراءات المواطنين دون تكبد عناء المراجعة إلى وسط المدينة. والجميع متفائل بما ينتظر المدينة من تطوير؛ فالأمير تركي لديه تجربة إدارية ثرية، ومعروف عنه الالتزام التام بالوقت والإنجاز، وهذا سيكون محفزاً لكل الأذرع التنفيذية بالمدينة على مواكبة ذلك الالتزام، الذي سينعكس بالتالي على الإنتاجية، وهو ما نتمناه جميعاً. وخالص دعواتنا لسموه بالتوفيق.