انشغل الرأي العام في ولاية كاليفورنيا منذ (منتصف إبريل) بقضية (البجعة البنية) التي تعرضت لجروح غائرة في الرقبة من قبل مجهول حاول الاعتداء عليها وصيدها؟!.
البجعة واسمها (بينك) وفقاً للطوق الموضوع حول ساقها، عثر عليها وهي تنزف في مدينة (لونغ بيتش)، وتم علاجها في مركز للطيور بـ(لوس أنجليس)، وقد جن جنون منظمات إنقاذ الطيور، لهذا الاعتداء الآثم على البجعة، وتم رصد مبلغ 10 آلاف دولار مكافأة، لمن يدلي بمعلومات عن (شخصية) المُجرم!.
منظمات دولية عديدة انضمت للحدث، وشكّلت فرقًا للتوعية، وأخرى للترقب وتعقب المعتدي لينال جزاءه وعقابه، وأنا أقرأ الخبر وأتابع تفاصيله، حز في خاطري منظر (ضبان الصمان)، وهي تتعرض لمجزرة دموية عنيفة، دون أن يهب أحد لمساندتها بشكل عملي وجاد، فلا تكفي بيانات (الحياة الفطرية)، ولا يكفي التعليق ومجرد الحديث، أين الخطوات العملية لمعاقبة المعتدين ومحاسبتهم؟!.
هل نحن بحاجة لمنظمة سعودية (لحماية الضبان) بعد جرائم الصيد الجائر هذه؟!.
ما ألمني أكثر أنه بمجرد كتابتي لمقال (انقذوا الضبان) الأربعاء الماضي حتى أمطرني الكثير برسائل انتقاد، وتهمة تهويل الأمور، وأن المسألة مجرد (ضب في الصحراء)، والضبان تملأ البراري إن كنت مشفقًا عليها، وهذا موسم صيدها في كل عام فليس هناك جديد!.
من هنا أناشد المسئولين في (الهيئة السعودية للحياة الفطرية) للعمل مع الجهات المختصة، ليشمل هذا النوع من الصيد الجائر قانون الرفق بالحيوان الجديد، والذي تبدأ غرامته من (50 ألف ريال) وتنتهي بـ(400 ألف ريال)، لعله يكون رادعًا عن مثل هذه التصرفات، كون العقوبات والأدوات التي تمتلكها الهيئة غير كافيه أو رادعة!.
وهنا اتساءل عن عجز (الهيئة) في التعرف على شخصيات المعتدين رغم أن صورهم منشورة وهم يتباهون بهذه الأعمال؟! أرجو ألا يتكرر عجزنا عن عقاب (أحد الفنانين المشاهير) والذي يتباهى بالصيد المخالف عبر مقاطع وصور منتشرة على اليوتيوب مع هؤلاء؟!.
أعتقد أن هذا الفنان وأمثاله لن يجرؤ على صيد (ضب) أو (طائر واحد)، لو حظي (مساكين الصمان)، بما حظيت به (بجعة كاليفورنيا)!.
والله المستعان!.
وعلى دروب الخير نلتقي.