يبدو أنّ كل المؤشرات تدل على أنّ معدلات الإصابة بمرض السكري وصلت لدينا إلى نسب مخيفة ومقلقة فعلاً، ويعود جزء كبير من هذه المشكلة إلى طبيعة النمط الحياتي الذي يعيشه جيلنا الحالي، وخصوصاً فيما يتعلق بنوعية التغذية والعادات الصحية والنشاط الحركي.
تخيّل لو أنّ مرض السكر اختفى، عندئذ ستخلو معظم أسرّة المستشفيات وستغلق كثير من العيادات الخاصة وسيتم تسريح كثير من الأطباء، وستنخفض ميزانية وزارة الصحة إلى النصف.
واقعنا التعليمي يقول إنّ إسهام تعليمنا في الحد من انتشار هذا المرض يبدو ضعيفاً وهزيلاً، دعونا نسأل: ما العناية والخدمة التي يقدمها تعليمنا لطفل في مدرسته مصاب بالسكر (ولا تهون وزارة الصحة)؟، بل وما الجهد الذي تقدمه مدارسنا لتجنب طلابنا الإصابة بمرض السكري ( بإذن الله)؟ اترك الإجابة لكم.
في الغرب يوجد أنشطة منهجية تستهدف مشكلة مرض السكر، ويوجد متخصص تغذية وممرضة تتابع حالات الطلاب السكريين في المدارس، ويتم تدريب الأطفال على تناول جرعاتهم الدوائية بالتنسيق مع عائلاتهم. يبدو أننا أفرطنا في التفاؤل.
إذا كانت مدارسنا لم تنجز مهمتها الأصلية وهو تنشيط العقل وتحفيز التفكير وإثارة الفضول العلمي، فكيف نطالبهم بما هو وراء ذلك. في مدارس الغرب يتم حالياً مكافحة السمنة باعتبارها أحد أهم أسباب السكري، لذا ظهر هناك معلمون يربطون منح درجات إضافية لطلابهم بتخفيضهم أوزانهم، ووجدنا كليات جامعية تضع اللياقة الصحية شرطاً لقبول طلابها.
يجب أن تتعاون وزارتا الصحة والتربية للسيطرة على السكري، أتمنى أن أسمع عن برنامج مشترك بين الوزارتين لمكافحة السكر.