هل فقد المعلمون احترامهم؟

نسمع بين فترة وأخرى أصوات نشاز تطالب بتوظيف المتقدمين للتعليم دون التقيد باختبار قياس، إن التساهل في اختبار قياس، وهذا أمر مستحيل، يعنى أننا نؤكد أن مهنة التعليم هي مهنة من لا مهنة له. المطالبون بتجاوز متطلبات قياس يريدون أن يحولوا وزارة التربية والتعليم إلى مؤسسة رعاية اجتماعية، وأصدقكم القول إن بعض ممارسات وزارة التربية لا زالت توحي بأنها أقرب إلى شؤون اجتماعية، وذلك نظراً لكون المعلمين لا يحاسبون بناء على جودة أدائهم، أي بناء على قدرتهم في التأثير ومستوى أداء طلابهم .

واقعنا اليوم يقول إن جميع المعلمين اليوم سواسية في عين النظام، يستوى منهم من نجح منهم في الوصول بطلابه إلى المعايير والمستويات التحصيلية المستهدفة مع من عمل منهم بدون استشعار لمسؤوليته المهنية فقدم لطلابه تعليماً (أي كلام). معلمونا سيبقون في أمان تام من المحاسبة والمساءلة المهنية ما لم يخرجوا على المعايير الأخلاقية التي تخدش بالشرف (حاشاهم).

ترسل كليات التربية طلابها للتدريب في المدارس الحكومية، يذهب هؤلاء الطلاب المتدربون إلى مدارسهم وهم في حالة من القلق من الا ينجحوا في تأدية مهنتهم بالشكل المتوقع منهم، وبعد فترة زمنية قصيرة يكتشف هؤلاء المتدربون عدم جدية النظام المدرسي، عندئذ يزول قلقهم ويبدأ كل منهم- إلا من رحم ربك- بتقمص دور أبو حنيفة، فيمد رجليه معلنا عدم احترامه للمهنة، ويستمرون هكذا حتى التقاعد دون أن يكتشفهم أحد. والعجيب أنهم يتهمون الوزارة بعدم دعمها لمكانتهم ولاحترامهم.