المقصود بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية التسوية التي تتزعمها وزارة الخارجية الأمريكية في عهد (جون كيري) في ولاية الرئيس (أوباما) الثانية على قاعدة الدولتين الأولى: دولة فلسطينية، والأخرى: إسرائيلية في ظل حكومة ائتلافية ، وطموح رئيس وزرائها (بنيامين نتانياهو) في تنفيذ مخططاته ودعواته التي أطلقها إبان حملته الانتخابية.
وفي خضم إعلان وزير الإسكان الذي ينتمي لكتلة اليمين في حكومة (نتانياهو) من خطط لبناء (10.000) - عشرة آلاف - وحدة سكنية في القدس الشرقية والمستعمرات الواقعة في الضفة الغربية!
أعلن (نتانياهو) الموافقة على هذه الخطط كل - ما أسماه - أزمة السكن!
وهناك توقعات أن ترتفع وتيرة العطاءات الاستيطانية تحت دعاوى توسيع المستعمرات القائمة التي تبرر عادة بحجة زيادة عدد (الشقق) المقامة فوق الأراضي المستولى عليها من أصحابها الأصليين من المواطنين العرب الفلسطينيين.
كما أن هناك غياب موضوع التسوية مع الفلسطينيين في برامج جميع الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة على مقاعد الكنيست. وغابت كلمة التسوية أو (السلام) أيضاً عن برامج الأحزاب اليسارية واليمينية.
وهناك اليمين الإسرائيلي الذي يصعد من دعوته إلى طرد الفلسطينيين العرب من مدنهم وقراهم التي تمسكوا بالبقاء فيها منذ عام 1948م (1368هـ) وتحملوا كافة أنواع الظلم والقهر والتعسف في أراضيهم.
ولم يعد يجرؤ أي حزب سياسي إسرائيلي على طرح موضوع التسوية الفلسطينية على قاعدة الدولتين!
ولم تختلف نتائج استطلاع للرأي في فلسطين العربية المحتلة كثيراً، حتى التوجهات الحزبية الإسرائيلية التي أجرتها مطبوعة إسرائيل اليوم التي تطلق عليها بالعبرية (هجال همداش) لمعرفة اتجاهات اليهود الصهاينة في فلسطين العربية المحتلة التي نشرت في يوم الثلاثاء: 9 يوليو (تموز) 2013م، فهناك إسرائيليون يريدون استئناف عملية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني تصل إلى نسبة (56.9%) في المائة.
وهناك من لا يؤمنون بإمكانية التوصل إلى السلام بنفس النسبة تقريباً (55.4%) في المائة.
كما أن هناك نسبة (69.3%) في المائة منهم يعارضون القيام بمبادرات إنسانية تجاه الفلسطينيين كإطلاق سراح سجناء أو أسرى فلسطينيين معتقلين في سجون إسرائيلية أو تقديم تسهيلات نقلهم إلى أهاليهم .. وما إليها، وهي تشكل أعلى نسبة.
وإن ما مجموعه نسبة (90.5%) في المائة يعارضون ما أسموه التنازل عن أي جزء من القدس أو القبول بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو عودة أية أراض عربية أو تفكيك المستعمرات المقامة فوق أحياء القدس الشرقية، وعلى محيطها وفي عموم الضفة الغربية والأراضي العربية المحتلة عام 1967 - (1387هـ) يشير هذا الاستطلاع إلى أن بعض الإسرائيليين يريدون إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكن بنسبة ليست عالية، وهناك نسبة أكبر لن يسعوا إليها بجدية، ولن يلتزموا باستحقاقاتها، وهؤلاء صنعتهم قوى اليمين اليهودي ومعها قوى اليسار الصهيوني.
هل مؤشرات عزلة إسرائيل عالمياً، ونهاية وجودها على أرض فلسطين، وتآكلها داخلياً نتيجة الانقسامات والتناقضات سيجبرها على الرضوخ إلى إقامة دولة فلسطين؟