الكثير من المعلومات بدأت تتكشف عن شخصية الأمريكي المصاب بـ(كورونا)، الذي قيل إنه يعمل في القطاع الطبي، وهو عائد من الرياض قبل أسبوعين فقط عن طريق لندن، التي استقل منها طائرة إلى شيكاغو، ومن ثم ركب حافلة عامة إلى إنديانا؟! أنظار العالم تتجه صوب ولاية (إنديانا) لمعرفة وترقب كيف سيتعامل الأمريكان مع كورونا محلياً؟! بعد أن أعلنت السلطات الصحية الأمريكية تسجيل أول إصابة بـ(كورونا - ميرس) هذا الأسبوع! مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة تخوض حالياً تحقيقاً مشتركاً مع سلطات ولاية (إنديانا) وسط أمريكا، لمعرفة ظروف الإصابة؟! ليس عيباً أن ندرس ونتابع عن كثب كيف يتعامل الأمريكان مع الموقف.
وبحسب مصادر الـCNN فقد تم الاتصال بكل الركاب الذين خالطهم المصاب على متن الطائرة والحافلة لمعرفة ظروفهم الصحية، مؤكدة أنه لا يوجد خطر حقيقي ومباشر على صحتهم حتى الآن بمجرد هذه المخالطة العابرة، وغير المباشرة! ظهور المرض في دول أخرى مثل بريطانيا، اليونان، فرنسا، إيطاليا ودول شرق آسيا لم يعطِ المخاوف ذاتها مع تسجيل أول إصابة في أمريكا. المؤشر هنا مختلف، وأعتقد أن الفرصة ما زالت بيد وزارة الصحة السعودية الآن، لمحاولة تطبيق إجراءات احترازية ووقائية، ووفق المعايير الدولية المتبعة، مع إعلان خطوات لمنع انتشار المرض لدول أخرى، عبر رش مبيدات معينة على متن الرحلات المغادرة، ومحاولة اكتشاف أي حالات مصابة بأعراض مرضية من المغادرين! هناك دول بدأت بالفعل التعامل مع المسافرين القادمين من السعودية بطريقة مختلفة، عبر الكشف عن حرارتهم عن بعد من خلال أجهزة فحص متقدمة، لمحاولة اكتشاف أي أعراض.
الأمر قد يتطور إذا لم تُتخذ خطوات عملية ووقائية في المطارات السعودية؛ ليطمئن الآخرون أننا نعمل جاهدين لمنع انتشار المرض بشكل جدي، وأنه لا يوجد تقصير أو تهاون في التعامل مع الأزمة! لدينا مئات الآلاف من (السياح السعوديين)، الذين سيسيرون في أرض الله الواسعة خلال أيام قليلة مع بدء إجازة الصيف، كيف سيتم التعامل مع هؤلاء من قِبل مطارات العالم؟! وهل يجوز أن نتركهم يخوضون التجربة وحدهم، ويتم استغلالهم من الآخرين؟! هل ثمة خطوات عملية يجب اتخاذها الآن وقبل بدء موسم السفر وموسمَيْ العمرة والحج؟! أعتقد أن الإجابة يمكن استخلاصها من موقف الأمريكان مع (كورونا إنديانا)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.