حمص - واشنطن - لندن - وكالات:
تزامناً مع تواصل المعارك في سوريا بين الجيش النظامي من جهة وبين مقاتلي المعارضة من جهة أخرى وفي حين تتباين المواقف على جبهات القتال خصوصاً بعد أن استعاد الجيش النظامي عددا من البلدات السورية ومع سريان تطبيق الاتفاق الأممي بحمص أمس لخروج مقاتلي المعارضة من هذه المدينة المحاصرة منذ نحو عامين .. كثف المعارضة السورية من تحركاتها الدبلوماسية والتي تهدف من خلالها تحديداً لإظهار الصورة لنوايا الرئيس السوري بشار الأسد من إعادة انتخابه لولاية ثالثة خلال الانتحابات الرئاسية السورية المقررة الشهر المقبل وبدعم المعارضة بالأسلحة.
وفي خضم هذه الحقائق على الميدان وعلى الجانب السياسي طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمس الاربعاء من واشنطن المجتمع الدولي بالتوحد ضد (بشار) مشيراً إلى مساعي هذا الأخير الى إعادة انتخابه (على جثث السوريين).وندد الجربا بالانتخابات معتبراً انها(مهزلة) ومحذراً من انها ستمنح الاسد (رخصة للقتل لأعوام عدة مقبلة).
وطالب الجربا في الوقت نفسه الولايات المتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالاسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري.
وقال الجربا امام مركز دراسات في واشنطن (ان قوات المعارضة تحتاج الى (أسلحة فعالة لمواجهة هجمات (النظام) التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الارض). وشدد على ان (هذا الامر سيسهل (ايجاد) حل سياسي).
وأكد الجربا أنه لا يطالب الولايات المتحدة والدول الغربية بأن (ترسل ابناءها الى سوريا) وقال (لا نريد ان يقتل الامريكيون في سوريا).
وتقدم واشنطن حالياً مساعدة عسكرية غير فتاكة الى مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
وتأتي زيارة الجربا إلى واشنطن بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة عزمها الاعتراف بمكاتب المعارضة في الخارج كممثليات دبلوماسية وقبل أسبوع أيضاً من اجتماع مزمع لـ(أصدقاء سوريا) في بريطانيا حيث من المقرر أن تناقش عددا من الدول الغربية والخليجية في لندن 15 مايو الحالي زيادة الدعم للمسلحين المعارضين لذلك النظام بحسب وزارة الخارجية البريطانية أول أمس الثلاثاء.
وتستمر زيارة الجربا مع وفده إلى الولايات المتحدة ثمانية ايام وسيلتقي خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ وقادة في الحزبين الجمهوري والديموقراطيوشهدت الميدان السوري أمس اتفاقاً يقضي ببدء خروج خروج المقاتلين والمدنيين من الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص بموجب اتفاق غير مسبوق أشرفت عليه الامم المتحدة بما يسمى (حمص خالية من السلاح والمسلحين).
ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الاقل وعدد من المدنيين من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد (عاصمة الثورة) ضد بشار ونظامه مقابل إدخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين من قبل المعارضين في حلب (شمال) والافراج عن مخطوفين لديهم.
ويمثل الاتفاق نقطة لصالح النظام قبل شهر من الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو والتي يتوقع ان تبقي بشار في موقعه. وفي حال اتمام الاتفاق يكون النظام قد استعاد السيطرة على كامل احياء حمص باستثناء حي الوعر.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان (600 شخص غادروا حتى الان المنطقة المحاصرة) في حمص فيما اوضح محافظ حمص طلال البرازي ان العملية ستستمر حتى اليوم الخميس.
وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري وشهدت العديد من التظاهرات ضده منذ منتصف مارس 2011.
واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية عنيفة ادت الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء الحصار في يونيو 2012 بحسب المرصد السوري. ويضع الاتفاق عمليا حداً للمعارك في مدينة حمص قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.