الضب شريك لنا في الطبيعة، وهو يعيش على هذه الأرض متحملاً حرارة الشمس، وقسوة الصحراء، ومكافحاً من أجل التكاثر، إلا أن الصيد الجائر الذي يتعرض له هذا المخلوق يدق (ناقوس الخطر)، لمفهوم تعايشنا مع المخلوقات من حولنا؟!.
المسألة لا تتعلق (بالبدو في الصحراء)، أو هواة الصيد التقليدي، بل المتهم في القضية هم أصحاب سيارات (الدفع الرباعي) والبكب الفارهة، من شباب (الرحلات البرية)، الذين يمتلكون (أسلحة نارية) و (هوائية)، لتتواتر من أجهزتهم الحديثة (صور مؤلمة)، ومقاطع مثيرة، لعمليات الاغتيال والمطاردة (للضبان) وقنصها، وملأ (صندوق السيارة) بمئات الضبان (دفعة واحدة)!.
هذا بكل تأكيد، ليس من أخلاق الصيد والفروسية!.
ولا يمكن أن يكون كذلك، لأنه سلوك خاطئ و شرير وعبثي من بعض (بني البشر)، الذين يتفاخرون بهذه الإبادة الجماعية لأجل (التباهي) بهذه الصور والمقاطع عبر حساباتهم على تويتر، و فيسبوك، وانستقرام، وكيك، على الرغم من أن (الهيئة السعودية للحياة الفطرية) قد حذرت من هذا الصيد الجائر، ومنعت استخدام عادم السيارة، قبل الأسلحة النارية لصيد الضبان!.
الإسراف بالصيد بهذه الطريقة (أمر مرفوض) بموجب الأنظمة، ولكن ما هي قيمة (النظام) إذا لم يتم تطبيقه و تفعيله في مثل هذه المواقف، لأن هذا السلوك مخالف لأنظمة وزارة الداخلية التي تدعوا لعدم الإسراف، والحفاظ على سلامة البيئة، لتستمر هواية (الصيد) التقليدية، للأجيال الحاضرة والمستقبلية ؟!
أعجبني جداً تحرك بعض النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لرفع دعوى ضد الصيد الجائر (للضبان)، خصوصاً من أصحاب الصور المبالغ فيها، والتي تتجاوز مفهوم (هواية الصيد) التقليدية!.
الضب لا يحتاج لكل هذه الأسلحة، وصيده ليس بالصعوبة التي تدعو هؤلاء للتفاخر بالإمساك به أو صيده!!.
فالعرب تقول (أضل من الضب)، و(أبله من الضب) كناية عن خصلة الحيرة والنسيان التي ابتلي بها، مما يضطره لحفر (جحره) في مكان مرتفع حتى يُستدل عليه، وهو ما يجعل تحديد مكانه أمراً سهلاً للصياد!.
فعلاما الفخر (يا قناصة الضبان)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.