تضاءل الأمل في إطلاق سراح الديبلوماسيين التونسيين اللذين اختطفتهما كتيبة ليبية متشددة منذ فترة، بعد إعلان وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي، بأنه لا توجد أي معطيات جديدة بخصوصهما، مضيفاً أن هذه العملية تتطلّب قدراً من السرية والتحفظ، ومبيناً أن التحرّك في هذا الشأن يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، الأول قضائي، والثاني ديبلوماسي عبر تكثيف الاتصال مع الحكومة الليبية، والثالث سياسي من خلال إعلام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون بالقضية. وشدد وزير الخارجية على أن هيبة الدولة ترفض الخضوع لابتزازات الخاطفين وكلّ أشكال المساومات، مشيراً إلى أن الديبلوماسية التونسية مفتوحة على كلّ الوساطات التي من شأنها أن تقدم نتائج إيجابية في هذا الشأن. وأشار الحامدي الى أن تونس اتخذت كلّ الإجراءات الوقائية لتفادي عمليات مشابهة مستقبلاً، موضحاً أنه تمّ في هذا الإطار إرجاع العديد من الديبلوماسيين والإبقاء على عدد قليل منهم، بالإضافة إلى مطالبة الحكومة الليبية بضرورة تكثيف الحماية الأمنية للتمثيليات التونسية في طرابلس وبنغازي، مذكراً بأن الخاطفين هم جماعة متشددة، مضيفاً أنه لم يتمّ التأكد أنها تنتمي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور.
من جهة أخرى، يبدو أن رئيس الحكومة المهدي جمعة، فضل مصارحة الشعب التونسي بحقائق الوضع الاقتصادي المنهار، من خلال لقائه بمحافظي الجهات، إذ أعلن صراحة أنه في المدّة الفارطة حققت تونس نموّاً اقتصاديّاً تتراوح نسبته بين 2 و3 بالمائة والتي اعتبرها دون المأمول، لكن في ظل هذه الظروف الدقيقة أكد أنّها تعدّ مؤشّراً طيّباً للاقتصاد الوطني بشكل عام، لافتاً النظر بالخصوص إلى الصعوبات التي يشهدها قطاع المالية العموميّة، والتي أرجعها إلى عوامل عدّة من بينها النظرة قصيرة المدى للحكومات المتعاقبة، نظراً لأنّ فترات عملها كانت وجيزة، وموضحاً أنه تمّ التركيز على توجيه ميزانية الدولة للدّعم والأجور، هذا الدعم الذي كشف جمعة أنّ قيمته تتراوح بين 3000 و4000 مليون دولار، وأنّنا نعاني عجزاً بقيمة تقارب المليار دولار شهريّاً.
وفي غضون ذلك أشارت تقارير إعلامية في غياب المعلومات الرسمية، بأن أعماق جبل الشعانبي ما فتئت تشهد منذ ثلاثة أيام تحركات كثيفة للآليات والمدرعات والدبابات والجرافات الثقيلة من خلال تواصل تقدم الزحف البري بحذر وثبات نحو معاقل وأوكار المجموعات الإرهابية المتحصنة بمرتفعات الجبل منذ أكثر من عام. وتفيد بعض التسريبات بأن الوحدات الخاصة للجيش والأمن نفذت مؤخراً عمليات إنزال في بعض المواقع الوعرة التي يشتبه أن عدداً من الإرهابيين يتخذونها مقرات لمخيماتهم وأن «كوموندوساً» اقتحمها لكن لم يجد فيها إلا بعض الأغراض والآثار التي تدل على أنهم غادروها على عجل.