أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن قيام القوات الأمنية باتخاذ إجراءات مشددة في محيط المنطقة الخضراء، وسط العاصمة، بعد معلومات استخبارية عن نية تنظيم (داعش) استهدافها، واتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات مشددة في المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد وقرب مداخلها، بعد معلومات استخبارية دقيقة عن نية تنظيم (داعش) استهدافها بسيارات مفخخة وانتحاريين، وكما منعت اقتراب المدنيين من بوابات المنطقة الخضراء فيما تعمل على التدقيق بالسيارات المارة عبر جسر الجمهورية المؤدي إليها».
وجاءت تلك الإجراءات بالتزامن مع انطلاقة انتخابات مجلس النواب للعراقيين المقيمين في الخارج التي من المقرر أن تستمر ليومين، ويشارك فيها 785 ألف ناخب، فيما تجرى الانتخابات في 102 مركز انتخابي في 19 دولة، وتم فتح مراكز انتخابية في 14 دولة هي أميركا وبريطانيا وألمانيا والسويد وهولندا وكندا وأستراليا والدنمارك وتركيا وإيران والأردن والإمارات ولبنان ومصر، كما افتتحت خمسة مراكز فرعية ترتبط إدارياً بمكاتب الدول المجاورة لها وهي النمسا وإسبانيا وفرنسا ترتبط بمكتب ألمانيا، والنرويج ترتبط بمكتب السويد، ونيوزلندا ترتبط بمكتب أستراليا. ويشار الى أن اختيار الدول تم بناء على إحصاءات جمعت من وزارتي الخارجية والمهجرين وانتخابات برلمان 2010»، وبلغ عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات البرلمانية في الثلاثين من نيسان 2014 الحالي 277 كياناً، لكن عددها تراجع إلى 107 فقط بعد انسحاب عدد منها لاسيما في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى لأسباب أمنية، وتتوزع تلك القوائم الـ107 بواقع 36 ائتلافًاً سياسياً، و71 كياناً سياسياً. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية 21 مليوناً و400 ألف ناخب من عدد سكان العراق البالغ 34 مليوناً و800 ألف نسمة. وفي صعيد آخر دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الكتل السياسية إلى «تقبل خسارتها» في حال خسرت الانتخابات المقبلة، محذراً من فرض «إجراءات ظالمة مثل السلامة الوطنية وغيرها»، وفيما طالب مفوضية الانتخابات بعدم الرضوخ إلى «الضغوطات الجبارة» التي تتعرض ليها، طالباً منتسبي القوى الأمنية بتأمين الناخبين و«عدم التدخل في الانتخابات»، ودعا الصدر «مفوضية الانتخابات إلى أن تكون مستقلة في عملها لترضي ربها وشعبها ولا تستكين أمام الضغوطات الجبارة التي تتعض لها»، مطالباً «المراقبين على الانتخابات بالحذر الشديد والتدقيق الكثير، فالخوف كل الخوف من تزوير الانتخابات او تعطيل أجهزة البصمة او أي شيء آخر»، وأضاف «أدعو جيش العراق الأبي أن يصوت بكرامة وبكامل الحرية وأن لا يضعف أمام الضغوط، وعلى الجهات الأمنية أن تحمي الجميع بدون التدخل في عمل الانتخابات»، مناشداً «الأمم المتحدة والجهات الدولية إلى أن تأخذ الحيادية وأن تراقب إما بصورة مباشرة او غير مباشرة، فسيطرة البعض على الهيئات المستقلة يزيد من صعوبة السير الديمقراطي الحقيقي، وسوف لن تكون الانتخابات بصورة شفافة وسلسة»، وأكد الصدر «على الشعب العراقي الخروج بهذه الثورة البيضاء ليؤدي الطاعة من خلال الإدلاء بصوته وأن لا يتخلف أحد، فحسب فهمي أنها الفرصة الأخيرة للتغيير». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طالب الجمعة الماضية قادة وجنود الجيش العراقي الى التصويت بحرية وديمقراطية بعيداً عن الضغوط، وفيما لفت الى ضرورة ترك أفراد الجيش يصوتون حيث شاءوا دون ضرر او أذى، شدد بالقول «تباً للأصوات التي تعاديكم ما دمتم مع الحق سائرين».
من جهة أخرى كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية عن وضع خطة أمنية خاصة لاستعادة السيطرة على سدة الفلوجة من عصابات تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإسلامية «داعش»، مبينة أن العملية العسكرية بانتظار ساعة الصفر للتنفيذ، وقال عضو اللجنة قاسم الأعرجي «إن عملية استعادة السيطرة على سدة الفلوجة من تنظيم داعش ستتم قبل موعد إجراء الانتخابات البرلمانية»، لافتاً الى أن «الاستعدادات العسكرية متابعة مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي»، وأضاف الأعرجي «أن عناصر داعش عمدوا على قطع المياه وإغراق مناطق واسعة غرب بغداد لمنعها من المشاركة في الانتخابات البرلمانية»، وكان عناصر تنظيم «داعش» قد سيطروا في الأسابيع الأخيرة على سدة الفلوجة وأغلقوا بوابات تصريف المياه باتجاه مناطق الوسط وجنوب العراق مما تسبب بشح للمياه، واضطروا بعد ذلك لافتتاح البوابات بعد غرق عدد من المناطق المحيطة بمدينة الفلوجة.