* عمادُ الدين أديب وفيصل القاسم وجهان إعلاميان لعملة مختلفة! فهما يتفقان في شيء ويختلفان في أشياء! وإليك عزيزي القارئ التفصيل!
* كل منهما (يفتن) البصرَ، ولكن لسبب مختلف!
* الأول.. مفرطٌ في الحجم.. طولاً وعرضاً!
* والثاني.. معتدلُ الحجم.. لكنه مفْرط في الاهتمام (بمساحيق) الوجه والبشرة والشعر، حتى ليخاله المرءُ قالباً من شمع!
* * *
* كلّ منهما (يحترف) الجدل حول قضايا متفرِّقة عبر برنامجين مختلفي المكان والهُوية والتوقيت!
* لكنهما جدُّ مختلفان في (آلية) الجدل وأخلاقياته.
* الأول يتحدث بـ((هدُووووءٍ)) تسيّره لغةُ العقل الهادئ أو الهدوء العاقل، لا تشكو عباراتُه عِوَجاً ولا تكلُّفاً ولا عُنفاً!
* والثاني يطلقُ كلماتِه (قذائفَ) ساخنةً عبر (الحدود) النفسية لضيف البرنامج استفزازاً، حتى ليكادُ من فَرْط اشتعاله بحمَّى الكلام أن (يُحرقَ) نفسهُ ومَنْ حوله!
* * *
* كلماتُه ساخنةُ سخونةَ العنْفِ الرابضِ في صَدره، لا فرق في ذلك إنْ كان يقدّم ضيفاً أو يطرح موقفاً!
* * *
* كلاهُما مثيران..
* لكنهما جدُّ مختلفان في ذلك غايةً ووسيلةً..
* الأول.. لا يعتمدُ الإثارةَ وسيلةً ولا يتَعمَّدها غايةً، بل ينثر كلماتِه على الأسماع دون استفزاز لعقل الضيف المحاور.. أو استنفار لوجدان المشاهد!
* * *
* أما الثاني فهو يعتمدُ الإثارةَ.. ويتعهَّدُها في آنٍ.. وسيلةً وغاية!
* يحوّل منبرَ الحوار إلى حلبة (مصارعة حرة) تتبَارىَ فيها الألسنُ والحناجرُ، والعضلاتُ أحياناً!
* يختلط حابل هذا.. بنابل ذاك!
* فيرتبك المتحدث..
* ويغضبُ المشاهد..
* و(تنتحر) القضيةُ في مذبح الهياج.. باسم حرية الفكر!
* حينئذٍ.. يتمنّى المشاهد لو كانت له حيلة فيخترق جدارَ الشاشة فكَّاً للاشتباك.. وإنقاذاً للأعصاب.. وانتصاراً للأخلاق!
* * *
وبعد ..،
* فإن برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي تطرحه قناة (الجزيرة) القطرية.. بات نفسه قضيةً.. بلا قضية، سوى الإثارة! وأتساءل كثيراً: ما الفرقُ بين هذا البرنامج أداءاً ومضموناً و(كوميديا) المصارعة الحرة، في نسختيْها الأمريكية والدولية!!
* لقد جنَى الدكتور فيصل القاسم على نفسه وعلى ضيوف (حواراته)، بعلم ووعي وسابق إصرْار، حين جعل (الإثارة) فيه قضيةً، فحوّله من منبرٍ للحوار إلى (أتون) لسلق الأعصاب!
* * *
* نَعمْ لحرية التعبير.. لكنّ لها في كل زمان ومكان حدوداً إذا تجاوزتها.. غدتْ حماقةً لا تُحْمدُ لها عُقْبَى!
* هنا، ربَّ سائل يسأل: هل من العدل أن تحمَّلوا فيصل القاسم الوزرَ كلَّه!!
* وأجيب بأن فيصل القاسم جزءٌ من منظومة استفزاز شاملة تمارسه (الجزيرة) استجابةً (لأجندا معينة) ولأسباب وتداعيات لا يدركُها إلاّ الراسخون في أسرار (كيمياء) الإعلام!
* نَعمْ .. ليسَ هو الملومَ وحدَه، بل (الجزيرة) التي تمارس (عنْترياتِها) باسم الفكر.. على صفيح ساخن جداً!!