فاصلة:
(لا يمكن للبطل أن يكون بطلا إلا في عالم بطولي)
- حكمة عالمية -
عندما تصف الأديبة «كلاديس مطر» الأنوثة بأنها طاقة داخلية متحركة من الداخل إلى الخارج بشكل طبيعي وتلقائي وليس العكس, كما أنها ليست متحركة من الخارج «أي: خارج الأنثى: شكلها الأنثوي» إلى الخارج أي الآخر أن هذه القناة شبه مستحيلة ومدتها قصيرة جداً فهذا يعني أن النساء اللواتي يقدمن أنفسهن في الإعلام كشكل خارجي فقط فإن طاقة الأنوثة تتحرك لديهن من الخارج وهو ما يجرد الأنثى من طاقة الحياة الحقيقية.
فإذا أردنا الإجابة عن سؤالنا لماذا ضمرت أنوثة المرأة العربية بهذا الشكل ولماذا تشوهت؟ ولماذا ندرت النماذج العربية الشبيهة بما أحدثته رسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه من وعي أخرج المجتمع العربي من جهله إلى وعي تكاملي بأدوار المرأة والرجل في المجتمع كما أراد لهما خالق الكون لعمارة الأرض، علينا أن نتأمل العقل النسوي.
وقد أوردته الأديبة «كلاديس مطر» كأهم الأسباب الثلاثة التي تسببت في رأيها بتشوه أنوثة المرأة العربية فالسبب الأول والأهم هو الآلية التي يعمل بها عقل المرأة والذي يتسبب لها بمشكلات لأنه عقل خائف نتيجة تاريخ عربي قمعي حرمها من التعبير عن ذاتها فأهدر طاقة الأنوثة الداخلية، وكان أول المتضررين الرجل حين ساهم بالقمع ولم يفعّل دوره في احترام المرأة وحقها في التعبير كإنسان كامل الأهلية كما أراد الله لها وكما يتضح من الخطاب الفقهي الواعي وتوجيهات القرآن بحقوق النساء ونصرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه للنساء.
والسبب الثاني للتشوه هو كره المرأة لهذه الأنوثة، فالمرأة إما تحاول اللحاق بالرجل خارج المنزل وتتعب من هذا اللهاث لأنها من الداخل لا تمتلك الطاقة الكافية للنجاح أو منكفئة في عالم مثلي سطحي لا يحقق ذاتها وفي الحالتين لا تحقق النجاح.
أما السبب الثالث فهو المثلية النسائية أي لجوء المرأة للمرأة واتخاذها ملاذاً وجدانياً وعاطفياً وهنا بسبب عدم الوعي يحدث انكفاء لا يسمح لطاقة الأنثى بالتعبير عن نفسها بل يجعلها رهينة شعور الضحية والتكاتف النسائي دون وعي بأهداف التكاتف أو حتى نتائجه.
في مقالة الجمعة بإذن الله سنتحدث أكثر عن العقل النسوي ومخاوفه.