** هو الحدث الأبرز في كرة القدم الإنجليزية خلال مجريات الأسبوع الماضي عندما أعلنت الصحف الانجليزية صباح يوم الثلاثاء الماضي عن إقالة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس من مهام الإدارة الفنية للشياطين الحمر بعد نتائج ضعيفة خلال منافسات الموسم الحالي لا تليق بحجم وعراقة حامل لقب بطولة الدوري، والطريف في الأمر أن ديفيد مويس تفاجئ بقرار إقالته بعد إطلاعه على الصحف مما دفعه للدخول في نوبة غضب عارمة - حسب صحيفة الصن الإنجليزية- التي كتبت في صفحتها الأولى بأن مويس وصف قرار إقالته «كالطعنة التي تلقاها في ظهره» من قبل إدارة مانشستر يونايتد التي لم تمنحه الفرصة الكاملة على حد قوله، وأن الاتفاق بينهم كان يقضي باستمراره للموسم المقبل مع دعم الفريق مع فتح سوق الانتقالات الصيفية.
** يبدو أن إدارة مانشستر يونايتد ممثلةً في العائلة المالكة للنادي (عائلة غلازير) نظرت للأمر من نواحي مالية بحته خاصة في ظل المعارضة الجماهيرية الكبيرة لقرار استمرار المدرب مويس، وظهر ذلك جلياً بعد قيام جماهير اليونايتد بإستئجار طائرة خاصة حملت لوحة كتب عليها (الرجل الخطأ - مويس أرحل). مما دفع الخبراء الماليين للتخوف من حدوث انخفاض في الإشتراكات السنوية في عضوية النادي من قبل الجماهير، وانخفاض أيضاً في معدل الحضور وكذلك في معدل المبيعات التي يعتمد عليها النادي الانجليزي بصورة رئيسية في دخله المالي السنوي. إضافة إلى أن الإدارة ستخصص مبلغ مالي ضخم لدعم المدرب مويس لدعم الفريق في الموسم المقبل، وهو ما إعتبره خبراء النادي ومستشاريه مخاطرة كبيرة من الممكن تفاديها بتعيين مدرب جديد يستطيع التواصل مع النجوم الموجودين حالياً في صفوف الفريق بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مويس فقد احترام الجميع في غرفة تبديل الملابس، وأنه لا يمتلك القدرة على إلهام اللاعبين وحثهم على تطوير وتحسين أدائهم.
** تدخل السير أليكس فيرجيسون في المشاركة والموافقة على قرار إقالة مويس جاء مباشر وسريع بعد أن زار غرفة تبديل الملابس وألتمس حالة اللاعبين وفشل المدرب مويس في فرض شخصيته عليهم، فالمدرب الكهل والخبير السابق يعرف تماماً أن مثل تلك الأمور لا يمكن إصلاحها في فترة وجيزة، كما أنها تتطلب تغيير تام في جلد الفريق، وبالتالي كان قرار إقالة المدرب هو الحل الأمثل فنياً لمساعدة مانشستر يونايتد على التقدم للأمام وإستعادته لهيبته المفقودة خلال الموسم الحالي.
** أعتقد أن الجميع في بداية الموسم كان يستبعد تماماً أن تتم إقالة المدرب ديفيد مويس من منصبه خاصة وأنه يعمل تحت إشراف إدارة صبورة للغاية، والعديد من التصريحات على مستوى الإعلام الانجليزي تثبت وجود ذلك التصور، ونتذكر جميعاً إقالة المدرب البرتغالي فيلاش بواش من قبل نادي توتنهام هوتسبير، وقتها أشار العديد من الكتاب إلى أن «بواش» غير محظوظاً مقارنةً بنظيره ديفيد مويس الذي يعمل في مانشستر يونايتد الذي عرف عنه ترويه وعدم تسرعه في إقالة مدربيه، وأن مانشستر يونايتد عمل مع المدرب السابق السير أليكس فيرجيسون لمدة تقارب 25 عاماً، وبالرغم من كل ذلك إلا أن الإقالة حدثت والسبب الحقيقي يعود إلى أن كرة القدم تغيرت بالفعل فهي لم تعد كالسابق من حيث الإدارة، والدخل المادي، والأسهم، والاشتراكات، والعضوية، والنقل التلفزيوني، والرعاية، والتسويق، والعديد من الأمور تغيرت في عالم كرة القدم.
** وما يثبت كل ما ذكر أعلاه هو ارتفاع سعر سهم مانشستر يونايتد الإنجليزي الى أعلى مستوياته خلال 11 شهرًا ، بعد تأكيد خبر إقاله مدربه الإسكتلندي ديفيد مويس، وأكدت التقارير المالية أن سعر السهم فتح أعلى سعر (17.90) دولار، وإرتفع إلى (18) دولار، وصمد طوال الساعة الأولى من التداول في بورصة نيويورك.
** مؤشر الأسهم المرتفع ما هو إلا علامة واحدة من بين عدة علامات تثبت صحة القرار المتخذ بإقالة المدرب مويس، وللتأكد بصورة أكبر علينا أن ننتظر مباراة اليوم السبت حينما يستضيف مانشستر يونايتد ضيفه نوريتش سيتي في مباراة يتوقع خلالها أن تمتلئ مدرجات «أولد ترافورد» بالجماهير العاشقة بعد أن سجل الحضور الجماهيري تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة أمام ضعف وتذبذب النتائج في ظل إشراف ديفيد مويس على الفريق.