أكد النجم الويلزي الدولي جاريث بيل أنه يستحق الملايين التي دفعت من قبل ناديه (ريال مدريد) للتعاقد معه بداية الصيف الماضي بعد أن تمكن مؤخراً من حمل الفريق الملكي على عاتقه وقيادته للمنافسة على كافة البطولات التي شارك بها الميرنجي ليتوج يوم الأربعاء الماضي بذهب كأس الملك الأسباني بعد الفوز في الكلاسيكو «العالمي» أمام غريمه التقليدي برشلونة في مواجهة مثيرة شهدت انطلاقة «النفاثة» بكرة وصلته في وسط الملعب ليشن هجمة مرتدة بسرعة رهيبة أظهر من خلالها قوة بدنية هائلة في الدقيقة 85 من عمر المباراة في وقت هبطت خلاله لياقة لاعبي الفريقان بشكل ملحوظ، وهنا تأتي القيمة الحقيقية لجاريث بيل الذي عجز المدافع الشاب مارك بارترا عن إيقافه حتى ولو بدفعه أو إعاقته ليواجه الحارس بينتو ويضع الكرة بين قدميه (كوبري) على طريقة لا يجيدها إلا الكبار في عالم كرة القدم.
** هدف جاريث بيل الذي منح ريال مدريد لقبه التاسع عشر في بطولة الكأس سيقضي على جميع الأقاويل التي دارت حول فشل صفقته كلاعب نجم للفريق الملكي، وحول عدم أحقيته للمبلغ الذي فاق التسعين مليون يورو من أجل إنتدابه لمعقل الملوك في «سنتياغو برنابيو». بل أنه أذهل كل من شاهد المباراة وقتها، وتحدث مدرب برشلونة السيد تاتا مارتينو (حسب موقع بي.بي.سي البريطاني)عن قوة جاريث بيل بعد المباراة قائلاً: «من العصب أن تشاهد سرعة وقوة بدنية من لاعب في مثل هذه المرحلة من المباراة». في إشارة واضحة إلى أن انطلاقة بيل وتسجيله للهدف بهذه الطريقة مع اقتراب المباراة لنهايتها ما هو إلا تفوق كبير وواضح للاعب الويلزي الدولي على نظرائه من اللاعبين. وأضاف تشابي ألونسو لاعب وسط ريال مدريد ومنتخب أسبانيا بقوله: «لقد كان مذهلاً للغاية، لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا». فيما عبر بيل عن طريقته في الهدف قائلاً: «وجدت المدافع قد أغلق الطريق أمامي مما دفعني للعب الكرة حوله، ومن ثم الجري خارج أرض الملعب للحاق بها وتفادي الاصطدام به» ليضحك بيل خلال اللقاء التلفزيوني ويختتم حديثه بقوله: «لقد كان أمراً رائعاً أن أسجل هدفاً». المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي أوضح بأنه أهم هدف في مسيرة «بيل» حينما قال: «لقد سجل في لحظة حرجة من عمر اللقاء، وبالتأكيد هو أهم هدف بالنسبة له».
** لن يتوقف جاريث بيل عند ذلك الحد خاصة إذا ما علمنا بأنه يعمل بشكل مذهل ليحسن من أدائه في كل موسم يلعبه، وأتذكر كلمات المصري الدولي السابق أحمد حسام ميدو حينما كان لاعباً في صفوف توتنهام عندما قال عبر قنوات الجزيرة سابقاً: «أتذكر جاريث بيل جيداً عندما جاء لأول مرة لتوتنهام مع عائلته، وقتها كان لاعباً هزيل البنية، ولم يتيمز بأي شيئ يوحي بأنه سيلعب حتى في التشكيل الأساسي، ولكنه بمرور الوقت تمكن من إثبات نفسه فهو يتمرن بشكل جدي ويواصل التدريبات حتى بعد انتهائها». ويعلم عشاق الكرة الانجليزية أن «بيل» بدأ كظهير أيسر ومن ثم طور إمكانياته ليلعب في خط الوسط وشيئاً فشيئاً بدأ المدربون يستفيدون من سرعته وقوته ليلعب في الجناح وفي خط الهجوم.
** لم يمتلك جاريث بيل الموهبة التي يمتلكها كريستيانو رونالدو ولا ليونيل ميسي عندما كانوا في الفئات السنية يتفوقون على الجميع، ولكنه نجح في الارتقاء بمستواه والوصول لمستويات أفضل اللاعبين في العالم موهبةً، بل إنه قد يتخطاهم ويحصد الكرة الذهبية متى ما واصل تألقه وتسجيله للأهداف وقيادة لفريقه في حصد اللقب الأوروبي ولقب الدوري المحلي متى ما توفرت الفرصة للميرنجي بعد أن فقدها لمصلحة أتلتيكو مدريد.
** أثبت جاريث بيل بأنه أنموذجاً يحتذى به من قبل جميع اللاعبين في العالم بعد أن أظهر للجميع قدرة اللاعب على التطور والتحسن من خلال الالتزام والعزيمة والإصرار على إجراء التدريبات اليومية بطريقة جدية، ومن خلال الالتزام داخل وخارج الميادين الخضراء.
** أتذكر إجابة النجم الشهير المعتزل ديفيد بيكهام على سؤال أحد الأطفال حينما استفسر كيف له أن يكون لاعباً فذاً مثل بيكهام؟ لتأتي الإجابة سريعة وواضحة: «دائماً وأبداً.. تمرن». في إشارة واضحة من النجم الإنجليزي لأهمية التدريبات في صقل وتطوير مهارة وأداء اللاعبين.