** نتذكر عندما دخل المدرب بريندان رودجرز الصالة المخصصة للمؤتمر الصحفي لمواجهة وسائل الإعلام بعد الفوز في المباراة الافتتاحية لبطولة الدوري الانجليزي للموسم الحالي على ضيفه ستوك سيتي في ملعب الأنفيلد بنتيجة (1-0) سجله المهاجم الانجليزي الدولي دانييل ستوريج، وقتها قال المدرب رودجرز ممازحاً الصحفيين والإعلاميين في الصالة أنذاك: «ليفربول في مكانه الطبيعي على قمة الترتيب العام لبطولة الدوري». ليضحك بعد ذلك ممثلي الإعلام نتيجةً للمزحة التي قالها المدرب الايرلندي الشمالي حيث أن بقية الفرق لم تلعب بعد مباراتها الأولى في البريميرليج.
** لقد كانت لحظات مضيئة خلال المؤتمر الصحفي انتهت بمجرد أن أوضح المدرب رودجرز أن فريقه كان محظوظاً للغاية بعد أن أضاع جون والترز لاعب ستوك سيتي ركلة الجزاء في الدقيقة 89 لتتوقف بعد ذلك ضحكات كل من كان في الصالة في إشارة واضحة من المدرب رودجرز إلى جدية الموقف بالنسبة له وأنه يجب أن يعمل ويطور ويحسن من أداء فريقه لكي يعود بطلاً بالفعل، ويتصدر قائمة الترتيب العام بعيداً عن ضحكات السخرية أو المزحات التي من شأنها أن تقلل من قيمة وعراقة نادي ليفربول الحاصل على (18) بطولة دوري خلف مانشستر يونايتد صاحب العشرين بطولة دوري.
**جزء كبير من أنصار ليفربول بدأوا يتحركون من الحلم ليعيشوا واقع الفوز بأول بطولة دوري بعد غياب دام 24 عاماً حيث كان أخر فوز ببطولة الدوري موسم 1989-1990م، وزاد من حقيقة ذلك التحرك من الحلم إلى الواقع.. الفوز الكبير الذي تحقق على حساب توتنهام في الجولة الماضية برباعية نظيفة عندما نجح لويس سواريز في الوصول للهدف رقم 29 متفوقاً على روبي فاولر صاحب 28 هدف عام 1996م، بالإضافة إلى الخسارة المفاجئة التي مني بها تشيلسي أمام كريستال بالاس، وتعثر مانشستر سيتي بالتعادل مع أرسنال لتفتتح أبواب البريميرليج ذراعيها من جديد لليفربول وأنصاره بعد أن أغلقتها لسنوات طويلة.
**تلك الزاوية الحمراء في إستاد الآنفيلد والمليئة بالهتافات والدعم والتشيجع منذ انطلاق الموسم لازالت مليئة بالثقة في قدرة الفريق على الفوز بلقب بطولة الدوري خاصة وأنها ستقف لتدعم المدرب رودجرز ولاعبيه أمام المان سيتي في الجولة المقبلة حينما يزور المدرب التشيلي مانويل بيلجريني ولاعبيه مدينة ليفربول.
**ستة مباريات تبقت لكل فريق من أجل الفوز بلقب بطولة الدوري، وهو ما ركز عليه المدرب رودجرز وطالب به الجميع (بهدف إبعاد الضغوطات عن لاعبيه) عندما أوضح بأنه لا يركز على الصدارة أو الفوز باللقب بل يركز على مواصلة تقديم الفريق لأفضل ما لديه في كل مباراة يخوضها حتى لا تتشتت أذهان لاعبيه، وسيواجه ليفربول فيما تبقى من مباريات الدوري كلاً من ويست هام يونايتد، مانشستر سيتي، نوريتس سيتي، تشيلسي، كريستال بالاس، نيوكاسل يونايتد. الجدير بالذكر أن مواجهة الليفر للسيتي وللبلوز ستكون في الآنفيلد وسط دعم أنصاره مما يرفع أسهمه لمواصلة الصدارة.
**عودة ليفربول من بعيد للفوز بلقب الدوري هي بالفعل أحد أهم القصص الكروية لهذا الموسم بعد انتشار العديد من اللوحات واللافتات بين أنصاره تطالب بتحويل الحلم إلى حقيقة، والطريقة التي فاز بها الفريق على خصوم أقوياء مثل توتنهام وأرسنال مؤخراً تعكس تماماً للخبراء والنقاد لأن يضعوا ليفربول في مقدمة الترشيحات لنيل اللقب الغالي وسط قيادة المحنك ستيفين جيرارد وتألق المهاجم دانييل ستوريج، والتهام المرعب لويس سواريز لدفاعات الخصوم بطريقة لا ترحم.