المعلومات التي تضمنتها كلمة - الأستاذ عبد الحليم آل كيدار عمدة تاروت في محافظة القطيف - شديدة الأهمية، وتستدعي وقفة جادة. وحين يؤكد بأن: «هناك مغررون يقفون وراء تلك المواجهات، والعنف، ويسعون؛ لتخريب الوطن كلما حصلت تهدئة، بادروا بالخروج،
ونشروا العبث، غير مبالين بما ينتج عن ذلك. وهم - مع الأسف - لهم أجنداتهم الخاصة، والمعروفة لدى الجميع»، فهو يسجل حقائق مهمة؛ بناء على معلومات أصبحت لا تقبل الجدل، باعتبار أن ما تمارسه تلك الجهات الخارجية من تدخلات غير مشروعة، ودورها التخريبي - خلال السنوات الماضية - كان واضحاً، عبر إشعال التوتر، والصراعات الطائفية في المنطقة.
إن كشف هؤلاء المجرمين، يوضح أن مسيرتهم المشبوهة، تقوم على مصالح إقليمية ضيقة، وأجندة سياسية معروفة، وتحركهم أياد خفية معادية للوطن؛ لتنفيذ إستراتيجية القوم بأوجه الدعم المختلفة. وقد أثبتت الأحداث، أن من يستخدمون منه العون - المادي والمعنوي -، هو نظام معاد لكل مرتكزات الأمن، والسلام في المنطقة.
رسالة في كل الاتجاهات، بأن ما تقوم به هذه الفئة المشبوهة من جهد، فهو ضائع، وإن سانده دعم لوجيستي من أطراف معلومة، أو ترطيب أذهانهم بشعارات زائفة؛ ارتكازاً على مجريات الأمور، إلا أن رصيدهم من الواقع منقوص، بل يحمل كل أرزاء الفشل على عواتقهم، بعد أن هاموا في مجاهيل ضلالات الأجندة المشبوهة؛ من أجل تحقيق مآربهم المشبوهة، ومصالحهم السياسية الضيقة.
مرة أخرى، فتأكيد عمدة تاروت، بأن: «هنالك أيدي خفية تتلاعب بالشباب المغرر بهم، وتدفعهم إلى مواجهات مع رجال الأمن، ما يؤثر في أمن المحافظة»، دليل على أن التعاون بين هذه الأطراف، لم يعد محط شك، بل تجسدت معالمها بشكل أكيد، عندما قدمت هذه الفئة ولاءها المذهبي على ولائها السياسي، وارتبطت بأجندة خارجية، ما فتئت عن تصدير أزماتها، وخلق حالة من الفوضى في دول الجوار، منذ الثمانينات الميلادية.
الصبر الجميل الذي تمارسه الدولة إزاء هذه التصرفات الرعناء يطول، ولا يزال يتردد صداه في الأفق؛ حتى لا تُستغل تلك الأحداث مثاراً للمزايدة. وهي في الوقت نفسه، تتخذ الإجراءات المناسبة؛ لردع كل عبث يسبب الإثارة، والعمل على تعزيز الأمن، ووحدة الصف، وجمع الكلمة؛ ولأن التجربة التاريخية أثبتت فشل هذه الرهانات الخاسرة، التي يمارسها أصحاب الأجندة الخارجية، ومثيري الفتن مع جهات مشبوهة، فإن مؤشرات عديدة تشكلت خيوطها، وبرزت معالمها، تؤكد على أن الوحدة الوطنية فوق كل مزايدة، تدفع نحو الوقوع في مهاوي التطرف، أو تأجيج النعرات الطائفية البغيضة.