في عام 2012م تشرفت مع وفد مركز الحوار الوطني بعد المشاركة في اللقاء الختامي التاسع (الإعلام السعودي - الواقع وسبل التطوير) بزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره الخاص بالرياض، وكان الوفد يضم كفاءات سعودية رجالاً ونساء، من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والإعلامية.
وتلك الزيارة كانت تاريخية بجميع المقاييس ومازلت أتذكر تفاصيلها لذلك الحوار الأبوي الصادق الذي تفضل به والدنا الغالي، وهو يتعرف علينا واحدة واحدة بالاسم والوظيفة والمنطقة، وكانت سعة صدره وعفويته وإجاباته عن أسئلتنا لم تشعرنا بالوقت الذي مرّ مرور البرق، لإجاباته الطيبة التي تدل على حكمته وصبره ونظرته البعيدة، خاصة عندما سألته إحدى العضوات بقولها: متى تقود المرأة السيارة؟ فأجابها: اصبروا ان شاءالله خير! وغيرها من الإجابات الحكيمة التي أرضت جميع الوفد وأفرحتهن كثيراً لإحساسهن بدعمه الأبوي لمطالبهن، ومساندته القلبية لهن التي لاتقل نسبة عن مساندته لجميع النساء السعوديات واللاتي ازدهرت شئونهن في عهده « أطال الله في عمره».
واليوم يوافق 26 جمادى الثانية الآخرة يوما تاريخيا للملكة العربية السعودية عامة، والمرأة السعودية خاصة لأنه يوافق البيعة التاسعة لوالدنا الغالي الذي اهتم بمجالات حقوقية كثيرة على المستوى الدولي والمحلي، ومن أهمها «مجال تطوير القضاء في السعودية» والذي خصص له المليارات لتطويره، وهذا المجال هام جداً لأنه يمس حياة كثير من النساء السعوديات اللاتي تحققت لهن مطالبات شرعية كثيرة لم تكن مُنصفة لبعضهن، أو تكون غير عادلة للبعض الآخر لغياب الثقافة الحقوقية عنهن، وذلك لقلة الجهات الحقوقية في السنوات الماضية مما أضعف جانب المطالبات الحقوقية لكثير من النساء! الملك عبدالله كأب للجميع، قال عبارته الأبوية الطيبة الشهيرة (إن النساء مايجي منهن إلا كل خير) ويؤكد دائماً بأن المرأة هي الأم والأخت والابنة ولا يكرمهن إلا الكريم، ولا يهينهن إلا اللئيم، لذلك كرس جهده وحرصه على التعامل معها بكل كرامة والدليل اختيارمجموعة منهن لمجلس الشورى بنسبة 20% من أعضاء المجلس، ومنحهن حق الانتخاب، وتكريم بعضهن بوسام الملك عبدالعزيز، واعتمد التعديلات في نظام الاجراءات الجزائية بما يحقق مصالح المرأة القضائية من ناحية التوكيل والتحقيق والتقاضي، ومنع زواج القاصرات وإدراجه تحت نظام الاتجار بالبشر حماية لها في صغرها، وكذلك تنفيذ الأحكام الصادرة بحق نفقتها وحضانة صغيرها بالقوة تبعاً للمادة 94 من نظام التنفيذ، وأيضاً استبشرنا خيراً بإقرار نظام الحماية من الإيذاء الذي يحمي أفراد الأسرة جميعاً من الإيذاء ومنهم النساء والأطفال، حيث أوصانا رسولنا الكريم برحمتهما والرأفة بهما، ومواد النظام لا تقل أهمية عن الأنظمة الأخرى لحماية المرأة التي هي أساس الأسرة وتشكل نسبة لايستهان بها في المجتمع السعودي، حيث شملت حمايتها في العمل من حيث حظر التحاقها بالأعمال الخطرة، وتأمين البيئة المناسبة لها، ومساواتها بالتوظيف مع الرجل بما يليق بقدراتها ويحفظ كرامتها، لشراكتها الملموسة في رعاية وبناء أسرتها.
وجميع ما تحقق في عهده الكريم ما هي إلا نتائج وصاياه المستمرة لكثير من القياديات والناشطات الحقوقيات بالصبر، والقادم بإذن الله سيكون أفضل في ظل رعايته الأبوية التي ستكون شاهدة له لوقوفه القوي مع اللاتي لم ير منهن إلا كل خير! أدام الله عليه الصحة والعافية.