الهلال يملك كل أدوات التفوق وتحقيق الإنجازات، وظهر ذلك جلياً البارحة الأولى أمام الأهلي الإماراتي عندما خرج بتعادل منطقي، على الرغم من ظروف النقص وقوة المنافس. مشكلة الهلال أن بعض الهلاليين لا يعرفون قيمته ولا يقدرونه حق قدره، الهلال النادي العظيم والكبير يعاني ويعاني منذ أكثر من ثلاثة مواسم ظلت نتائجه فيها دون خط طموحات أنصاره - المركز الثاني ليس طموحاً هلاليا على مر التاريخ والوصافة عند الهلاليين لا تختلف عن المركز السادس أو السابع - والهلال منذ ثلاثة مواسم وحظوظه متوقفة عند الفوز بكأس ولي العهد ... وخسارة الدوري بسبب التفريط المبكر - وأخطاء الحكام التي لا يمكن تجاوزها - ثم خروج معتاد من كأس الملك وصدمة جديدة في دوري أبطال آسيا، في هذا الموسم كانت خسارة كأس ولي العهد إضافة جديدة لسجل الفشل الهلالي في المواسم السابقة، وهنا أشير إلى أن الهلال لطالما دفع الثمن غالياً بسبب أخطاء الحكام، لكن الهلاليين لم يعتادوا وضع الصافرة كشماعة وحيدة يبررونها بها أخطاءهم.
منذ ثلاث سنوات أو تزيد والهلاليون يطالبون إدارة ناديهم بتغيير استراتيجيتها في العمل، أو ترك النادي لمن يريد أن يعمل، كانوا يؤكدون أن المؤشرات تشي بأن الهلال موعود بمزيد من التراجع، لكن صاغة القرار الأزرق كانوا يرون شيئاً غير ذلك، كان الهلال يعاني وينزف، وكانت الإدارة تعد بالعمل، لكن الملح لم يترك الجراح الرطبة، والإدارة لم تنقذ النادي الكبير كما يجب، ولم تسلم الراية بعد انتهاء ولايتها الأولى لإدارة جديدة.. بل مارست نفس الأخطاء، وواصل الهلال التراجع، حتى وصل إلى المرحلة التي يخرج فيها من الموسم بلا ذهب، وهي سابقة لم تحدث خلال سبع انفرطن من عمره المديد!!
موسم للنسيان.. عبارة يرددها الهلاليون نهاية كل موسم، تفاؤلاً منهم بأن الموسم المقبل سيكون مختلفاً، لكن هذه العبارة ظلت لصيقة الفريق الأزرق لأكثر من ثلاث سنوات، ويرددها الهلاليون حالياً تندراً بحال فريقهم، لم تعد العبارة محفزة لنسيان الماضي، بل تذكيراً بما حل بالهلال فيه، وكيف تراجع وتراجع، دون حراك ظاهر مطمئن يقول إن الفريق سيكون مختلفاً، وهذه ليست قراءة متشائمة لمستقبله، لكنها واقع يقوم على مؤشرات واضحة تشي بأن الفريق سيواصل معاناته، وان الواجب على إدارته أن تتنحى تاركة الفرصة لإدارة جديدة.
لقد كان من أسباب تواصل حضور الهلال وإنجازاته تغير إداراته كل أربع سنوات، وخلال الـ 25 سنة الماضية لم توجد الإدارة الهلالية التي تجدد ولايتها، بل إن بعضها ترحل قبل نهاية المدة القانونية عندما تجد أنها لم تعد تملك جديداً تخدم به النادي، وهناك إدارة مثل إدارة الرمز الكبير الأمير بندر بن محمد رحلت والنادي على القمة المحلية والقارية ولم تجدد على الرغم من أن كل الهلاليين كانوا يطالبونها بالبقاء!!
الإدارة الهلالية الحالية.. قدمت كل شيء في أول موسمين، ولا منصف ينكر ذلك، لكنها بعد ذلك لم تقدم ما يقنع، إن على صعيد الصفقات المحلية - إلا ما ندر - أو على صعيد التعاقدات الأجنبية أو المدربين، أو دعم الفريق معنوياً والوقوف معه في كل محفل وملعب، وظلت عاجزة عن تحقيق هدفها المعلن وهو الفوز بدوري أبطال آسيا، حتى قالت بصراحة إن البطولة التي حققها نادي الهلال ست مرات سابقة أصبحت صعبة على الأندية السعودية، وفي هذا الموسم رمت الإدارة بورقتها الأخيرة وجاءت بسامي الجابر مدرباً للفريق الأول، على الرغم من محدودية خبراته التدريبية التي ظهرت جلية في عدد من المباريات التي كانت تتطلب نوعاً مختلفاً من العمل والتعاطي مع الأحداث، التي لا تتناسب وطموحات فريق عظيم مثل الهلال!!
جاء سامي وانقسم الهلاليون حوله كما لم ينقسموا من قبل، وأكد كثير من الهلاليين الذين يعشقون سامي اللاعب الذي لا يتكرر، أنهم لا يمكن أن يجاملوه على حساب الأهم وهو الهلال، وأنهم لا يمكن أن يؤمنوا بأن تاريخه الذي لا يجارى كلاعب كاف لوضعه على السدة الفنية لفريق كبير مثل الهلال!!
خسر الهلال البطولات تباعاً، هناك من يتحدث عن إعادة بناء الفريق، ولا أحد يدري ما هو البناء الذي ينتهي بخروج الفريق من دون بطولة كعادته، ولا أحد يعرف إلى أين يسير الهلال، وأين أعضاء شرفه وعرابيه من أحواله... وإلى متى والهلاليون يصرفون عبارة (موسم للنسيان) كدواء مسكن لجرح يكبر ويكبر وينزف، وأمام جمهور حضر الحلقة الأخيرة من موسم الإخفاق أمام الشباب مقاوماً كل الظروف والغبار والتوقعات التي لم تعط فريقه حظاً وافراً في الوصول إلى نصف النهائي، جاء وساند في ظل غياب مؤثر عن صانعي القرار الأزرق، وبعد الهزيمة لم يتمالك نفسه أمام ما يحدث، فخرج من المدرج وهو يندب حظه العاثر، ويشكي إلى بعضه حال فريق كان.. ولا أحد يعرف كيف سيكون!!
مراحل.. مراحل
- بدأ الحديث في الشارع الهلالي يدور حول تجديد عقد المهاجم ياسر القحطاني، وقبل تجديد العقد أتمنى أن لا تجعله الإدارة الهلالية ورقة تكسب بها تعاطف جماهيرية اللاعب، كما أرى أن على الهلاليين تقييم مستوى ياسر والفوائد التي حققها للفريق منذ عودته من رحلته الاحترافية في الإمارات قبل تجديد العقد!!
- هلاليون كثر يرون أن فريقهم بحاجة إلى مهاجم متمكن يساند الهداف الكبير ناصر الشمراني.. ويرون أن الخيار يجب أن يكون لاعباً أجنبياً مميزاً!!
- كيف ستنتهي حكاية مفاوضات الجبرين.. بالنسبة لي أتمنى أن ينسحب الهلاليون من السباق.. مع إصدار بيان رسمي متكامل يبين أسباب ذلك!!
- بالمناسبة الجبرين لاعب جيد.. لكنه ليس لاعبا يصنع الفارق في النهاية!!
- الأسلوب الذي تدار به بعض البرامج الحوارية الرياضية يفتقد للأمانة والمهنية، ويعمل في جانب واحد موجه فقط، وفي ذلك سقوط ذريع لها للأسف!!
- خرج الفريق من البطولة الأخيرة محلية ثم خرج لاعبه بابتسامة عريضة مستفزة لجماهيره وكأن الأمر لا يعينه، ليسوق مبررات مكررة عن أسباب الفشل الذي كان أحد عرابيه وفي مباريات مفصلية وبكل جدارة واستحقاق!!
- حل الإدارة واستمرار الرئيس.. هل سيكون حلا لمشكلات الاتحاد خلال السنوات الأخيرة؟؟
- اللاعب الأجنبي المصاب أصر على مرافقة الفريق في الملعب.. والإدارة لم تحضر!!
- الحماس والرغبة وحدهما لا يكفيان لصناعة مدرب جيد.. كما أن الإصرار والوعود لا يضمنان صناعة عمل إداري جيد!!
- حارس الهلال السديري كان نجماً في مباراة الأهلي الإماراتي.. أما ديقاو فقد واصل التراجع في مستواه ويبدو أن حظوظه في الاستمرار ضعيفة!!