أربعة مواسم متتالية، وجماهير الهلال تردد قبل نهاية كل موسم: (موسم للنسيان)، ويبدو أن الموسم الحالي لن يكون للنسيان، ستحتفظ به الذاكرة الهلالية طويلاً، خاصة في حال سارت الأمور كما تقول التوقعات وخرج الهلال من دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا، الذي جعله صانعو القرار الهلالي أهم الأهداف، فلا هم الذي نجحوا في تحقيقه، ولا هم الذي نجحوا في الحفاظ على الصورة الهلالية في نفس (البرواز) الذهبي الذي تعب الهلاليون طويلاً في وضع فريقهم داخله، إذ يبدو أن الفريق لن يكتفي بالخروج من بطولة آسيا، بل سيتبعها بالخروج من المولد المحلي صفر اليدين على غير عادته خلال السنوات الأخيرة، التي ظل فيها مؤشره في انحدار، وواصل فيها خطه البياني النزول إلى مستويات لم يعهدها الهلاليون، إن على المستوى الفني، أو على الشكل العام للفريق، أو على النتائج التي يحققها.
يخطئ الهلاليون كثيراً في حق فريقهم إن لم يعترفوا بأنه ليس الفريق الذي بحثوا عنه سنوات طوال، وتعبوا في بنائه لبنة لبنة، حتى أصبح الفريق الأقوى والأشهر والأكثر إنجازات على صعيد القارة الآسيوية برمتها، ويخطئ الهلاليون في حق فريقهم إن ظنوا أن أسلوب المسكنات الوقتية، والإسراف في صرف الوعود، بانتظار المجهول سوف تسهم في عودته من جديد إلى حيث يريد محبوه ومناصروه.
ويخطئ الهلاليون كثيراً إن ظنوا أن الاستمرار في نفس وتيرة العمل سوف يحقق شيئاً لفريق أصبح يتراجع بشكل مقلق لافت، لقد تغير الزمن، وتطورت الأساليب الإدارية والتنظيمية، وما كان ممكناً بالأمس لم يعد ممكناً اليوم، ما لم يتم الاعتراف بوجود خلل وقصور، والعمل على اللحاق بالركب قبل أن يفوت القطار.
في كل موسم تعمل إدارة الهلال على التعاقد مع مدرب جديد، ومنذ الموسم (الأول) لجريتيس، ونجاح نسبي لكالديرون، وهي تدور في حلقة مفرغة، دون الوصول إلى جهاز فني كفء مؤهل يناسب التطلعات الهلالية، ويكون قادراً على تحقيقها على أرض الواقع، وعندما بدأ زلاتكو في الموسم الماضي ملامسة النجاح وتقديم فريق جيد، كان ينتظر أن يتم تعزيزه بأسماء محلية وأجنبية تسد بعض مكامن القصور فيه، كانت الإدارة الهلالية قد مضت بقرارها بالتعاقد مع سامي الجابر كمدرب للفريق، دون الإجابة عن أسئلة أثارها البعض في حينه، عن تاريخ سامي (المدرب) والمؤهلات والخبرات التي تعضد قرار تكليفه بالإدارة الفنية للفريق، لكن الأسئلة ظلت بلا إجابات، حتى توالت المنافسات، وبدأت الإجابات المنتظرة تتوالى على الهلاليين، والنتائج المخيبة للآمال تلاحق فريقهم.
الفريق الأزرق الذي كان يقدم المتعة بشتى صنوفها على المعشب الأخضر، أصبح فريقاً مملاً، يقدم كرة باهتة، ينتظر مواهب نيفيز أو الشمراني من أجل حلول لمشكلاته في المقدمة.
والفريق الذي كان الوصول إلى مرماه حلم المهاجمين، تلقى هذا الموسم واحدة من أكبر نسب التسجيل في تاريخه، وظلت الأهداف تهز شباكه الواحد تلو الآخر بطريقة واحدة، والجميع يؤكد أن المشكلة في التنظيم الدفاعي وترتيب صفوف الفريق، ومدرب الفريق يكتفي بالاعتراف بالأخطاء، ويعد بعلاجها، ولكن هيهات هيهات، فهي تتكرر في كل مباراة وما من علاج..... ولا أظن أن هناك علاجاً أصلاً.
في دوري أبطال آسيا يتقدم الهلال على سباهان ثم يخسر، ويتقدم على السد ثم يخرج متعادلاً... لماذا لأن الفريق كله يتقدم لزيادة الغلة، والمدرب يتفرج خارج الملعب دون وضع حلول.
سابقة في تاريخ الهلال!!
في دوري أبطال آسيا لعب الهلال ثلاث مباريات... سجل فيها ستة أهداف واهتزت شباكه سبعاً مع نهاية الدور الأول لدور المجموعات.. وهنا:
- سابقة أن تهتز شباك الهلال بهذا العدد، وهو الذي أنهى الدوري يوما ما (1990) بـ 6 أهداف فقط في مرماه!!
- سابقة أن يكون مؤشر التسجيل الهلالي بالسالب (-1)!!
- وبين هذا وذاك سابقة مؤلمة أن يكون الهلال بنقطتين في المركز الرابع والأخير!!
تاريخ الهلال يُعبث به، وأحد لا يدري أين سينتهي هذا العبث، وأين ستكون آخر فصوله، وهل تملك إدارته الأدوات الكافية لعلاج الخلل، أم تعترف بعجزها عن ذلك، وتقر بعدم قدرتها عليه، وتختار قرار التنحي، وترك الفرصة لم يعرف كيف (يستثمر) أدوات النجاح المتوافرة في أرض الهلال (الخصبة)، وينجح في إعادة الهلال، الكيان، التاريخ، سيرته الأولى فريقاً بطلاً ممتعاً، لا يشق له غبار؟؟
مراحل.. مراحل:
- اتحاد الكرة مطالب بعد انتهاء الموسم الثاني له في إدارة المنافسات السعودية بتقييم عمل كل اللجان، وإقرار استمرارها من عدم ذلك.
- على الرغم من الاعتراف بأخطائه كرموه.
- هم يعرفون حقيقة مستواه وضعف قدراته التي كشفتها التجارب وفضحتها الفرص المتوالية، لذا يكتفون بوضعه في هذه (الصورة) وهي أقصى طموحاته.
- ما تحقق هذا الموسم كان نتاج تخطيط طويل أثمر في النهاية.
- شارة القيادة في الفريق الكبير لم يعد لها أي قيمة: (أي لاعب يمكن أن يتقلدها - وكل من تقلدها لم يؤد الأدوار المطلوبة منه تجاهها).
- لو كان يحب الفريق لابتعد فوراً بعد أن تأكد أنه عاجز عن قيادته، لكنه آثر الاستمرار، وغلّب مصلحته.