فاصلة:
(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)
- حكمة صينية -
المرة الأولى التي عرفت فيها أن في قالب كل ذكر شيء من الأنثى، وفي قالب كل أنثى شيء من الذكر كانت عام 1999 عندما قابلت د. هناء المطلق، وقد كانت عائدة من بريطانيا بمفاهيم عن النسوية لم يستوعبها وعيي آنذاك، لكني فهمت أن الإنسان ذكر أو أنثى ليس مختصاً بصفات واحدة.
ولذلك يقول الله في كتابه الكريم: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (36) سورة آل عمران، فهما مختلفان ولذلك فالأولى أن يتكاملان.
ثم بدأت هذه السنوات بحثي عن تاريخ صورة المرأة السعودية في الغرب، لأقرأ عن رؤيا المستشرقين ونضال الحركة النسوية في الغرب وفي الشرق لإبعاد النساء عن وصمة الأنوثة السطحية.
وظل السؤال عن طاقة الأنثى حائراً حتى قابلت المدربة الكويتية «رهام الرشيدي»، ووجدت لها مقالاً في حسابها في «انستغرام» «rehamalrashidi « عن طاقة الأنثى Energy Yen».
«الرشيدي» لم تنظّر للأنوثة لكن أجمل ما كتبت عنه هو طاقة الأنثى المتجسدة في تعامل السيدة خديجة - رضي الله عنها - مع الرسول صلوات الله وسلامه عليه عندما نزل عليه الوحي في احتوائها له في أصعب اللحظات، والصفات التي تمتع بها سيد الخلق في تعامله مع النساء وزوجاته المستمدة من طاقة الأنثى كاللطف والتفهم والحنان والاحتواء.
فعلى عكس ما يعتقد البعض أن الرجل يجب ألا يتصف بمثل هذه الصفات وأن صفاته يجب أن تكون ذكورية خالصة كالحزم واتخاذ القرار، تعطينا الرشيدي أمثلة على رجال مهما وصلت بهم القسوة إلا أن لديهم جانبا من الصفات الأنثوية مثل «هلتر» العاشق أو «صدام حسين» الأب أو الزوج.
الأديبة «كلاديس مطر» عرفت مفهوم الأنوثة الوجدانية بأنه «الطاقة الداخلية أو الوعي الداخلي الأنثوي الذي يتميز بخصائص تشمل الحنان، الحماية، الحدس، الفطنة والمقدرة على استيعاب الطرف الآخر سواء كان ولداً أو شريكاً، والمسامحة والقدرة على مواكبة مراحل النمو والنجاح».
المفهوم السطحي للأنوثة في الإعلام يركز على الخارج أي الشكل الخارجي للأنثى، وهو وإن كان مهماً إلا أنه لا يستطيع وحده أن يحقق الطاقة الخلاقة التي منحها الله للأنثى وأعطاها مسؤولية خلق الأبناء وبناء تماسك الأسرة.
ما زلت اذكر قولاً للمفكر «هيلبس» رسخ في ذاكرتي منذ سنوات طويلة «المرأة هي الأقدر على صنع السعادة والرضا في الأسرة».
من خلال التعمق في مفهوم طاقة الأنثى يمكن فهم لماذا لدى المرأة هذه القدرات الخلاّقة، والأهم لماذا فقدت بعض النساء هذه الطاقة العظيمة وهو مقالي الثلاثاء - بإذن الله -.