في مقال له طالب اللواء طيار عبدالله السعدون بإعادة بناء تعليمنا من جديد، بدلا من ترميمه وترقيعه، وأنا هنا أجزم أن هذا هو مطلبنا التعليمي الأول في هذه المرحلة، ولكن كيف يمكن إعادة بناء تعليمنا من جذوره؟
من الصعب في هذه المقالة القصيرة أن تفصل في هذا الأمر الشائك، لكني سأكتفي هنا بإشارات سريعة.
بداية علينا أن نعيد النظر في وثيقة سياستنا التعليمية الحالية التي أكل عليها الدهر وشرب، ولا تزال راسخة أكثر من رسوخ تمثال أبو الهول.
يجب أن نعيد كتابة هذا الوثيقة في ضوء مستجدات هذا العصر، خصوصا مستجدات المجال التعليمي التربوي، ولكي نبني تعليما جديدا علينا كذلك أن نعلن الطلاق بين اللوائح التنظيمية لوزارة التربية والتعليم ولوائح الخدمة المدنية، يجب أن يبقى تدخل جهاز الخدمة المدنية في تفاصيل العمل التعليمي التربوي محصورا في أقل الحدود، فوزارة التربية والتعليم لها خصوصيتها، فهي وزارة المستقبل.
من جهة أخرى، علينا أيضا أن نتخلص من نصف الهيكل التنظيمي لوزارة التربية، وكذلك نصف الطاقم الوظيفي البيروقراطي الحالي المترهل في وزارة التربية.
وعلينا كذلك أن نشكل فريقا نوعيا لديه رؤية عالمية للتعليم (Global view) ليضع أطرا جديدة لمناهجنا التي استعصت على كل قوى التغيير حتى الآن.
إن إعادة بناء التعليم في بيئة سيطرت عليها لعقود عدة رؤية واحدة ليس بالأمر السهل، لذا فما أشرنا إليه لا قيمة له بدون دعم سياسي لا محدود.