في عددها يوم (أمس الجمعة) ذكرت صحيفة (الديلي ميل) قصة مضحكة وغريبة حدثت لركاب طائرة (إيزي جيت) البريطانية، المتجهة من (أمستردام) بهولندا إلى (نيوكسل) شمال إنكلترا!
أبطال القصة (45 طالباً)، فبمجرد أن لمح أحدهم (راكباً) في المقعد الذي أمامه يكتب بـ(اللغة العربية) في (جهاز اللابتوب)، أصيب (بنوبة هستيرية) وبدأ بالصراخ والخوف والقلق، وهو ما تسبب في مخاوف لدى بقية الركاب، ونزول جميع الطلاب من الطائرة بسبب الراكب العربي؟!
سلطات المطار تدخلت، وأعلنت حالة (التأهب الأمني)، والرحلة تأخرت لمدة (ساعتين)، كل هذا بسبب شكوك الكتابة بـ(اللغة العربية)؟!
(16 طالباً) من أصل الـ (45) رفضوا مواصلة السفر على متن (الرحلة)، وطالبوا بتأمين طائرة بديلة بسبب هذه المخاوف!
هناك شخص يُدعى (آدم روبسون) ذكر للصحيفة أن مقعده كان بجوار الرجل الذي بدأ (غير مؤذي) وتبين لاحقاً أنه ليس (عربياً) أصلاً، بل طالب (إيراني) في مرحلة الماجستير وكان عائداً من زيارة زوجته في هولندا، وكان يكتب باللغة الفارسية وليست العربية، ولكن الطلاب توجسوا منه، وهو ما تسبب في الفوضى وتلك المخاوف!
المضحك أن الراكب الذي قيل عنه أنه (عربي) لم يفهم ما يجري حوله وأنه سبب تأخير الرحلة وهلع الركاب؟! واعتقد أن التأخير ناتج عن خلل ما، وأن مسألة التأكد من هويته وما يكتب (أمر روتيني) ومتبع مع كل الركاب!
مثل هذه القصص والمخاوف (قليلة)، ولم نعد نسمعها كما كنا منذ سنوات عدة، ولكن حادثة (إيزي جيت) الأخيرة تؤكد عمق الصورة الخاطئة عن (العرب والمسلمين) في مخيلة (أطفال الغرب)، على اعتبار أن معظم الركاب الذين أصيبوا بالهلع أعمارهم كانت تتراوح ما بين (13 -16 سنة)!
هذا الأمر يدعو الجمعيات الناشطة، ومن يضع خططاً لتصحيح (صورة العرب) لدى العالم الآخر، بضرورة مخاطبة الأطفال في الغرب، الجيل القادم، طلاب المدارس هناك، هؤلاء يجب أن يعلموا (حقيقة العرب)!
وعلى دروب الخير نلتقي.