لعلكم تعرفون الإستراتيجيات التي تتبعها التيارات المتأسلمة في التجنيد، ولم يعد سرا أن هناك فرعا لتنظيم الإخوان المسلمين في السعودية، وهو التنظيم الذي - كما ذكرت في مقالات سابقة - يسيطر على مفاصل كثير من مؤسساتنا، ويعمل بمنهج خفي لحرف أفكار شبابنا لخدمة أجندات التنظيم، ومن أهم استراتيجياتهم تزهيد الشباب بالحياة، اذ عندما يتحقق ذلك، يكون الشاب جاهزا كقنبلة توجهها قاعدة التنظيم حيث شاؤوا، ولنا فيما يجري حاليا من تجنيد شبابنا للقتال في سوريا، وقبلها العراق خير مثال، والغريب أنهم لا زالوا يعملون بكامل طاقتهم في مؤسسات تعليمية مهمة، يفترض فيها أن تكون خير من يمد الوطن برجالات المستقبل، الذين سيتولون مشاريع التنمية.
تذكرت كل هذا وأنا أتابع عملية صنع بطل جديد من قبل التنظيم، فقد نقلت الأخبار أن لاعبا سابقا قد التزم، ولا أدري حتى اللحظة عن ماهية هذا المصطلح الذي وفد علينا منذ بداية ما يسمى بالصحوة، فكلنا مسلمون، في بلد إسلامي، وفي تقديري أن استخدامه يهدف إلى تقسيم المجتمع، كما أن هذا المصطلح هو الذي صنع حكاية التصنيفات الفكرية، وجعل هناك حروبا عدائية داخل كل منزل، ولا أعتقد أن هناك منزلا سعوديا لم يتعرض لمثل هذا التصنيف، والغريب أنهم أطلقوا على هذا الأخ لقب شيخ، كما أنه شرع في القاء المحاضرات !!، ولا ندري متى تعلم، وتفقه في أمور الدين، فالزمن الفاصل بين التزامه! وبين القائه للمحاضرات لا يتجاوز الأسابيع المعدودة، فهل انتهى الأمر عند هذا الحد؟!.
مؤخراً، تم ترتيب زيارة لهذا اللاعب لإحدى مدارس التعليم العام!!، وقال حينها للطلاب ان اعتزاله الكرة كان له دور في تقوية علاقته مع الله!!، وهنا أتساءل، هل يقصد أخونا أن مزاولة الكرة تضعف علاقة العبد بربه، خصوصا وأننا نعلم أن هناك عددا لا بأس به من اللاعبين الذين لم تمنعهم علاقتهم القوية مع الله من ممارسة الرياضة، بل أصبحوا فأل خير على أنديتهم، ومشجعيها، والغريب أن أحد التلاميذ سأل اللاعب عن ميوله الرياضية، فأجاب بأنه لا يجب أن تستحوذ الاهتمامات الدنيوية، كتشجيع الأندية على حياة المسلم!!، فيا للعجب أن تسمع هذا الكلام من لاعب استحوذ اللعب في أشهر الأندية على جل حياته!!.
لكل انسان الحق في أن يعيش حياته كما يريد. هذا، ولكن لا بد من طرح بعض التساؤلات الجوهرية، وأولها يتعلق بالعزف على وتر التصنيف، واشعار التلميذ بأنه إذا لم يظهر بمظهر محدد، ويتحدث بلغة خاصة، فهو غير ملتزم دينيا!!، ثم شاهدوا كيف تم الربط بين ترك الكرة، والقرب من الله سبحانه وتعالى!!، والتركيز على تزهيد النشء بالنشاطات الاجتماعية، ومن ضمنها الرياضة، ولكم أن تتخيلوا شعور طفل، عندما يخبره لاعب شهير، كان ملء السمع، والبصر بأن ممارسة الرياضة شيء سيئ لا يليق بمسلم!!. هذه التساؤلات أطرحها على القائمين على التعليم.