تسلمت الدكتورة مها المنيف جائزة أشجع امرأة من الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، أثناء زيارته للمملكة قبل أيام، وكان مقررا أن تستلم المنيف الجائزة من سيدة أمريكا الأولى في حفل يقام في واشنطن، ولكنها لم تتمكن لظروف صحية.
وتقدم هذه الجائزة سنويا للنساء اللاتي يثبتن جدارة، وكفاءة في مجال تخصصهن، والدكتورة المنيف هي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني، وهو البرنامج الوطني المتميز، الذي تمت الموافقة على انشائه بأمر سامٍ كريم، في شهر شوال من عام 1426 هجرية، وترأسه الناشطة الاجتماعية، سمو الأميرة عادلة، كريمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويهدف إلى حماية الأسرة من العنف، وقد أثبت البرنامج فاعليته الكبيرة خلال السنوات الماضية.
الدكتورة المنيف طبيبة متميزة، وتنتمي إلى اسرة علم، وأدب، وحسب ما ترويه الدكتورة بدرية البشر فإن أحد أهم أسباب اهتمام الدكتورة المنيف بقضايا الإيذاء، وحماية الأطفال منه هو موقف كانت شاهدة عليه، أثناء عملها في الولايات المتحدة، قبل سنوات طويلة، إذ جاءت إلى المستشفى حالة تعذيب لطفل رضيع ضرب والده -السعودي للأسف- رأسه بالجدار عدة مرات، وهو في حالة سكر شديدة.
ومها المنيف، التي ترأس، أيضا، الشبكة العربية لحماية الطفل من الإيذاء، وعضو فاعل في لجنة ضحايا العنف الأسري وايذاء الأطفال، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، سبق أن فازت بجوائز أخرى، أبرزها جائزة المرأة الأكثر ريادة، نظير جهودها في حماية الأطفال، ومع كل ذلك فلم تسلم هذه السيدة الفاضلة، والمواطنة الصالحة من سهام أعداء الوطن، والتنمية.
بعد تسلم المنيف جائزتها من الرئيس الأمريكي، وهو الأمر المشرف لها، ولوطنها، كتب بعض الموتورين تعليقات تنم عن جهل، وضحالة، وحقد، وكان مؤلماً أن يشارك في هذا الكرنفال غير المسؤول شيخ كبير في السن، وهو أحد مؤسسي فرع تنظيم الإخوان المسلمين السعودي، إذ لم يقدر هذا الرجل الموقف جيدا، فقد كتب ما لا يليق بسنه المتقدم، ولا بوقاره، والمؤلم أن ما كتبه كان مسيئاً له، لا للدكتورة المنيف، ويثبت هذا ما نقوله دوما من أن الحزبيين لا يتصرفون حسب توجيهات الشرع الحنيف، بل يستخدمون الدين في حربهم السياسية المكشوفة، والخلاصة هي أن الدكتورة المنيف فازت بالجائزة نظير خدماتها التي تقدمها للمجتمع، وفازت بتقدير، واحترام الناس على اختلاف مشاربهم، وإذ نهنئها على الجائزة المستحقة فإننا ندعو الله أن يوفقها مستقبلا، فهي تقوم بعمل جبار، ومهمة دينية، وانسانية جليلة.