قبل عقود من هذه المرحلة كنا نطالب بتطوير معاهد المعلمات لكليات، والأقسام المجتزأة للطالبات في الكليات الجامعية لتصبح كليات مستقلة، وبأقسام ذات اعتبارات أكاديمية، وإدارية، وبأن تتاح جميع التخصصات العلمية بفروعها للبنات، بحيث تنهض الجامعات بنوعيها على كفتي عدل تعليمي، وحق بشري لا تقف جميع المناهج الربانية، والبشرية في تضاد معهما..
نحتنا في صخر، وحملنا على الكواهل عبء البناء، وكان العرق صبيباً يغطي العيون في طريق طويل كل امرأة في هذا الوطن تطمح لأن يمتد، ويتسع، وتزهر خضرته..
وحدث كل هذا وأجمل..
وفي هذه المرحلة، ومع تسارع عجلة الطموح العام، وعزيمة التنفيذ المدعم بالقرار، فقد ساعد على كشف التفاصيل عن النتائج الإعلام بأقنيته..
وجاءتنا الثمار ريانة.., مفعمة بالمسرة..
فالعالمات على منصات التفوق العالمي، والنشطات في حرم الجامعات، والمباركات بالجهد والعطاء, على قدم وساق يبنين، ويعصرن خبراتهن، ويسقين ماءها حيث تتحرّك مؤشرات عزائمهن، وأفكارهن، وتضرب أوتاد تنفيذهن..
تبهرك أخبار النساء السعوديات، وتثلج صدرك كلما تمعنت في المتاح، وتيقنت فيما صنعن لأنفسهن قبل أن يمكَّنَّ ..، لتجد أنك أسير دهشة معمقة بالفرح تمد يدك لتشد على أيديهن، لتبارك عملهن..
ولتتأكد أن كل حصاة رميت في قاعدة بناء لم تنطمر ولم تذب، بل تعالت لتكبر الشجرة بهن، ولتدوم الثقة فيهن..، ولنفرح جميعنا بهن.. ولهن..
إنهن كل النساء، وهن نماذج كثيرة الوقوف عند أسماء منهنَّ غمطٌ لكلهن..!
لذا، أبارك لهن جميعهن جريان الساقية كل امرأة على مقعد إدارة، أو عند طاولة بحث، أو على منبر أكاديمية، أو في مختبر فيزيائي، أو عيادة طبية، أو في مكتبة جامعية، أو عامة، في فريق عمل، أو عصف فكر، أو حضانة طفل، في متحف آثار، أو أفران تشكيل، بيدها قلم، أو مسطرة، أو إزميل، أو سماعة، أو إبرة نسيج، أو ورق تدوين, أو قصيدة شعر، أو محبرة فكر، في بيتها، أو مكتبتها، أو جامعتها، أو متجرها، أو مجلسها، أو مؤسستها، تاجرة، أو عالمة، أو إعلامية، أو عاملة، باحثة، أو كاتبة، أو مؤرّخة، أو مخرجة، أو رسامة، أو مديرة، أو طالبة أو طباخة، أو خياطة، أو مربية..
كل الناجحات في الوطن وللوطن،..
البارزات داخل وخارج الوطن، وللوطن.. والمُحدِثات أطيبَ الأثر..
أبارك لهن عزائمهن المتقدة..، ورغباتهن غير المتئدة في مضمار العمل والبناء، والإنجاز، والتفوق..
وهن بكل ذلك، لن يغفلن حراسة القيم..،
وبقاء نقاء النهر..!