ادَّعى القضاء أمس السبت على رفعت عيد، المسؤول السياسي عن أبرز حزب علوي في لبنان بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح» في مدينة طرابلس (شمال) التي شهدت جولات عنف متكرِّرة بين سنّة وعلويين على خلفية النزاع السوري، بحسب ما أفاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر: «ادَّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 12 شخصًا بينهم موقوف لبناني والآخرون فارون من وجه العدالة بينهم رفعت عيد في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح يهدف إلى القيام بأعمال إرهابية والاشتراك «في أحداث جبل محسن في طرابلس» وحيازة أسلحة وإثارة النعرات المذهبية والطائفية».
ورفعت عيد هو مسؤول العلاقات السياسيَّة في الحزب العربي الديموقراطي ونجل رئيس الحزب علي عيد.
وأوضح المصدر أن المدعى عليهم الآخرين هم من أنصاره المقربين، وقد أحيلوا «إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا».
وأشار إلى أن الادعاء صدر «إثر اعترافات تقدم بها الموقوف الوحيد في القضية» الذي لم يكشف عن اسمه.
وشهدت طرابلس منذ اندلاع النزاع السوري سلسلة معارك بين مجموعات مسلحة في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، والحزب العربي الديموقراطي في جبل محسن ذات الغالبية العلوية الموالية للنظام السوري، تسببت بمقتل عشرات الأشخاص.
وأوقعت الجولة الأخيرة التي اندلعت في 13 آذار - مارس واستمرت أسبوعين، ثلاثين قتيلاً. وبدأ الجيش في الأول من نيسان - أبريل تنفيذ خطة أمنيَّة تهدف إلى ضبط الوضع الأمني في المدينة.
وعمل على إزالة المتاريس ومنع المظاهر المسلحة ومداهمة مخازن أسلحة وملاحقة مطلوبين وتوقيف العديد من المشتبه بهم بإثارة أعمال العنف.
ولم يشاهد رفعت عيد في منطقة جبل محسن التي يقطنها منذ بدء تنفيذ الخطة. كما أفاد سكان ومسؤولون محليون لوكالة فرانس برس أن زعماء المجموعات السنية المسلحة المعروفين بـ»قادة المحاور» تواروا عن الأنظار» منذ انتشار الجيش.
وقال مصدر أمني: إنّه تمَّت «مداهمة منازلهم وأماكن إقامتهم من دون العثور عليهم».
وصدرت منذ أشهر مذكرة بحث وتحرٍّ في حق علي عيد والد رفعت، للاشتباه بمشاركته في إخفاء مقربين منه متهمين بالتورط في تفجيرين استهدفا مسجدين سنيين في طرابلس في آب - أغسطس وتسببا بمقتل 45 شخصًا.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية في حينه أن علي عيد موجود في سوريا حيث يعالج من حالة مرضية. وأفاد شهود لبنانيون كانوا يزورون العاصمة السورية أنهم شاهدوا الليلة الماضية رفعت عيد في أحد فنادق دمشق.
وينفى الحزب العربي الديموقراطي ضلوعه في تفجيري طرابلس، بينما تطالب قيادات سنية بمحاكمة المتورطين في التفجيرين، من أجل تخفيف الاحتقان في المدينة.