وصفت مصادر سورية أن معركة الساحل تعد الأكثر خطراً التي يخوضها النظام السوري ضد المعارضة، وقالت إنها ليست معركة حدودية بل معركة مصيرية للنظام والمعارضة. وقالت المصادر لصحيفة «الرأي» الكويتية في عددها الصادر أمس السبت إنه بعد أن استطاعت المعارضة السورية تجاوُز خسارتها في منطقة القلمون وسلّمت بذلك، انتقلت الى «هجوم أكبر» من الشمال الغربي الحدودي والشمال الغربي الأدلبي، وسط تداخل المصالح الإقليمية والدولية على أرض سورية.
وأضافت المصادر المسؤولة في مركز القرار السوري والقريبة من الرئيس بشار الأسد أن «الخطة الغربية -الإقليمية لم تكن تهدف الى حرف الأنظار عن إعادة القلمون الى كنف النظام بل التقت على ضرب سورية عبر مخطط جديد وخطير يهدف الى تقسيمها وإعطاء درس في الوقت عيْنه الى روسيا بعد ضمها القاعدة البحرية في جزيرة القرم ثم الجزيرة كلها. وأشارت إلى أن الهجوم الجديد الذي بدأ منذ أسبوعين لم يكن وليد الساعة أبداً، إذ إنه يتطلب تخطيطاً دقيقاً وعالياً من قيادة مركزية أخذت وقتها لدرس منطقة العمليات ونقل المعارضة وجمعها تحت قيادة موحدة وتقديم الدعم اللازم لفتح جبهات عدة في آن واحد.
وهذا يتطلب دعماً غربياً -تركياً-عربياً منسقاً ومتناسقاً. وتحدثت المصادر عن أن «منهجية الهجوم لم تكن على بلدة كسب فقط بل هي تهدف الى الاندفاع بالقوات من الحدود التركية في اتجاه جبل النسر وتلة الـ 45 الإستراتيجييْن لتندفع من محور واحد على قسطل معاف نحو رأس البسيط، ومن محور ثان من المشرفة في اتجاه البدروسية الساحلية، ومن محور ثالث متناسق مع الجبهتين يبدأ من ريف إدلب ومعرة النعمان الى جبل الزاوية في اتجاه جبل الأكراد لتلتقي القوات مع بعضها البعض في محور البدروسية وتندفع قريبة جداً باتجاه اللاذقية او أن تكون هذه المدينة تحت مرمى نيران المعارضة المستمرة لتزيد من التهجير للمدنيين وفرض حالة انعدام أمني على كافة المناطق السورية».
وتشرح المصادر أن المعارضة استفادت من هجوم الشمال الغربي من الحدود التركية بأكثر من 3500 مقاتل تمّ تجميعهم من المناطق كافة وسحب بعضهم من الجنوب ومن الغوطة ومن ادلب. وقالت إن هذا استوجب مجابهة هؤلاء بخطة مدروسة مقابلة مشابهة لتلك التي اعتُمدت في القلمون باحتلال المرتفعات الحساسة وقصف المنطقة التي تتواجد فيها المعارضة قبل بدء الهجوم الأكبر على محاور متعددة والذي سيبدأ قريباً إضافة إلى فتح جبهة دمشق وريفها لطرد المسلحين من جبهة النصرة المتواجدين في المليحة ودوما وحرستا وفي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية وعدرا العمالية، ليتم تنظيف دمشق من القاعدة ومن جبهة النصرة وتأمين هذه الجبهة تماماً، وهذا ما تعمل عليه قوات النظام وحلفائها (حزب الله).
وتؤكد المصادر أن الجيش السوري استطاع سحب قواته من كسب غير المحصنة لينفذ تكتيك الدفاع المتحرك بإدخال قوات القاعدة القادمة من تركيا الى عمق المحور الرئيس لضربها واستهدافها باستخدام سلاح الطيران والمدفعية لمنع انسحابها قدر المستطاع، مضيفاً أنه «للمرة الأولى أدخلت طائرات الميج 29 في المعركة وهي التي تتمتع بقدرات قتالية تستطيع مجابهة أي طيران معاد بما فيها طائرة الـ 16 (تلميحاً الى تركيا)».
وتقول المصادر إن هجوم المعارضة يهدف أيضاً لضرب روسيا وقاعدتها في سورية، فقد ارتضى العالم وقف شحن المواد الكيماوية لإعطاء المجال الكافي لينكشف الغبار عن الهجوم. وهذا أيضاً يدل على مشاركة أطراف متعددة بما يحصل على الجبهة الشمالية - الغربية، إلا أن النظام لن يسمح بذلك، ولا حلفاؤه.