توجه الناخبون الأفغان أمس السبت إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد وسط مخاوف من العنف وانعدام الأمن.
واصطف الآلاف من الأفغان في مراكز الاقتراع في كابول منذ الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم. وقال رئيس لجنة الانتخابات يوسف نوريستانى «هذا يوم جيد جداً للأفغان.
المواطنون سينتخبون رئيسهم وأعضاء مجالس المحافظات». وحث نوريستاني كل المواطنين الأفغان على التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
وبدأت عملية التصويت دون وقوع أي حوادث، إلا أن انعدام الأمن والتزوير من أبرز أسباب القلق خلال يوم الانتخابات، وفقاً للمسؤولين.
وأوضحت لجنة الانتخابات أن هناك حوالي 12 مليون ناخب مسجل يحق لهم اللإدلاء بأصواتهم في حوالي 6400 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد. وتم نشر 400 ألف عنصر أمن لتأمين الانتخابات.
وهناك ثمانية مرشحين للرئاسة، من بينهم زعيم المعارضة عبد الله عبد الله والخبير السابق في البنك الدولي أشرف غاني ووزير الخارجية السابق زلماي رسول.
وأدلى الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي، الذي يحظر عليه الدستور السعي للفوز بولاية ثالثة، بصوته في مدرسة أماني الثانوية.
في غضون ذلك تواترت تقارير عن وقوع أعمال عنف بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية من مختلف أنحاء أفغانستان لاسيما من المناطق الشرقية، حسبما ذكرت السلطات الأفغانية.
ففي إقليم لوجار، انفجرت قنبلة في مركز اقتراع بمنطقة محمد أغا مما أدى لإصابة اثنين من الناخبين، طبقاً لمسؤول حكومي.
وقال حاكم المنطقة إن ثلاثة مراكز اقتراع تعرضت لإطلاق نار من قبل طالبان من قمة أحد التلال القريبة بإقليم باروان.
وفي منطقة سارخاني بإقليم كونار الذي يتاخم باكستان، يدور اشتباك بين القوات والمتمردين، طبقاً لمسؤول شرطة.
من جهته دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس السبت الناخبين الأفغان الى «تحدي» تهديدات حركة طالبان والإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي.
وأدلى كرزاي بصوته قبيل الساعة الثامنة في مدرسة في العاصمة الأفغانية. وقد تبعه المرشحون الثلاثة الأوفر حظاً لكسب أصوات في هذه الانتخابات.
وخلافا للانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في 2009، لم تسجل أي أعمال عنف بعد ثلاث ساعات على فتح مراكز الاقتراع الذي أعلنت طالبان أنها تنوي «زعزعته».
وقال كرزاي «نعيش يوماً مهماً لمستقبلنا ولمستقبل بلدنا».
وأضاف «أدعو الشعب الأفغاني الى اتوجه الى مراكز التصويت على الرغم من المطر والبرد وتهديدات الأعداء ليتيح لهذا البلد اجتياز مرحلة جديدة على طريق النجاح».
وأكد الرئيس المنتهية ولايته «أدليت بصوتي وأنا سعيد وفخور بأنني مواطن أفغاني».
ويتنافس ثمانية مرشحين على خلافة كرزاي الذي قاد هذا البلد الفقير الذي يضم 28 مليون نسمة، منذ سقوط حكم طالبان في 2001، لكن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة.
ويبدو ثلاثة من الوزراء السابقين في حكومته الأوفر حظاً في هذا الاقتراع، وهم زلماي رسول الذي يعد مرشح الرئيس المنتهية ولايته وأشرف غني وهو اقتصادي معروف وعبد الله عبد الله الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وصوت الوزراء الثلاثة صباح اليوم في كابول.
وقال غني (64 عاماً) في أحد المراكز في كابول «إنه يوم عزة لكل الأفغان».
وأضاف هذا الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي الذي يتمتع باحترام على الصعيد الدولي «إن المشاركة الكبيرة للأفغان رسالة واضحة تؤكد أن تصميمهم على بناء مستقبل أفضل لن تؤثر عليه تهديدات أعدائنا».
وتابع غني الذي حل في المرتبة الرابعة في الدورة الأولى من الانتخابات التي جرت في 2009 «إن الذين يعتقدون أنهم يستطيعون التزوير سيتم استبعادهم وإن شاء الله سنفوز» في هذه الانتخابات التي يفترض أن تعرف نتائجها الأولية في 24 نيسان/أبريل.