بعيداً عن الأضواء يُدافع بدءاً من اليوم ستة لاعبين (غير مُبصرين) من بعثة منتخب المملكة لكرة الهدف عن لقبهم في مسقط، حيث تنطلق النسخة الثامنة من بطولة الخليج للمعاقين لكرة الهدف، ولكن كم منا يعرف (كرة الهدف أو كرة الجرس)؟!.
هي لعبة شعبية يعشقها أغلب المكفوفين في العالم، لأنها تتميز بالتنافس الشريف بينهم، تعتمد على اللياقة البدنية، ودقة السمع، وقوة الرمي، وسرعة البديهة لتحديد مكان الكرة، أو جهة التهديف، شبيهة بمنافسات كرة القدم وحماسها، إلا أن جميع اللاعبين فيها - غير مبصرين - وتدور أحداث المباراة والمنافسات بين اللاعبين تبعاً لصوت الجرس الذي يصدر صوتاً من داخل الكرة عند ارتطامها بالأرض، فيحدد اللاعب أو الحارس مكان الكرة ويتجه إليها إما لتسديدها أو صدها!.
أغلب الجماهير حتى الآن من غير المبصرين كذلك، ومن أقرباء (المكفوفين) أو أصدقائهم أو زملائهم الآخرين أو حتى مهتمين بالإعاقة، أو محبين لهذه اللعبة!.
شبابنا السعودي حققوا (البطولة مرتين) واحدة في الدوحة والثانية في الرياض، ويحلمون بامتلاك الكأس الخليجية للأبد عندما يحققون البطولة الثالثة، هو حلم تشعر به مع أنفاس هؤلاء النجوم، الذين لا يبصرون الأضواء التي خذلتهم بعدم الاهتمام، أو حتى تقديمهم للجمهور بشكل يحترم تجاوزهم للإعاقة والبحث عن النجاح والبطولة، كنماذج تستحق أن تقدم للمجتمع، تحدثت مع معظمهم يوم أمس (هاتفياً) لديهم عزيمة وإصرار، ويعتبرون أنفسهم نجوماً محترفين، ولهم جماهير غير مبصرة، تنافس في حبهم حب لاعبي كرة القدم، وإن قصر الإعلام إلا أنهم يرون القمّة ويتجهون نحوها كما يقولون!.
الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة قام بإعداد هؤلاء لمدة شهر، وله جهود متنوعة في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن الشعبية والجماهيرية إما أن تطلبها الجماهير وتستجيب لها وسائل الإعلام، أو أن تقوم وسائل الإعلام بتعريف الجماهير بالنجوم وتقديمهم، وهو ما لم يحدث للأسف مع هؤلاء الأبطال!.
هؤلاء يستحقون الإشادة والتقدير وهو ما حاولت لفت الانتباه له اليوم، متمنياً أن يقدموا مستويات جيدة في هذا الملتقى الخليجي تمكِّنهم من امتلاك الكأس واللقب، وأن يأتي يوم ترتسم على وجوههم فرحة نجوم (كرة الجرس)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.