يثق أو لا يثق السعوديون في التقنية؟! أعتقد أنه سؤال لم يعد له مكان من الإعراب في حساباتنا، عقب أن زف رئيس الديوان الملكي البشرى وصدق وعده عبر حسابه في تويتر بصدور - أمر ملكي - ينهي مشكلة المعلمات البديلات ودبلوم كلية التربية المتوسطة وخريجات معاهد المعلمات، الذين راجعوا - الديوان الملكي - عبر تقديم مطالباتهم لحساب رئيسه عبر الشبكة العنكبوتية!. هذه القضية الشائكة والتي أخذت دوامة طويلة، وكانت مثار نقاش وجدل حام، حفت الأقدام في مراجعات الوزارتين الأشهر (التربية والخدمة المدنية) لإنهائها دون فائدة، قدمت للديوان بتغريدة، وانتهت بتغريدة، وما بين - التغريديتين - دروس عظيمة علمها من علمها، وجهلها من جهلها، إلا أنه يجب أن يعيها كل - مسئول مؤتمن - على مصالح الناس ؟!.
في عهد الملك عبدالعزيز عندما كانت الحياة بسيطة دخلت - البرقية - كأسلوب حديث وعصري - آنذاك - لرفع مطالبات الشعب للملك، قد يكون من أهل ذلك العصر من يثق أو لا يثق بالبرقية، لأنه يريد مقابلة عبدالعزيز شخصياً من ( الرأس للرأس )، وأظنه ذات الشعور الذي يترقبه - أهل تويتر - اليوم، فُعّلت البرقيات وتمت الاستجابة لقضاء مطالب وحوائج الناس، حتى أن - الأمي - الذي لا يقرأ ولا يكتب في ذلك العصر، يستطيع إملاء برقية إلى عبدالعزيز أو أحد أبنائه بأسلوب وأفكار منظمة وملخصة، لأنه يعلم أن للبرقية - آلية محددة - وأزعم أن العديد من أصحاب الحاجات والهموم اليوم من البعيدين عن - تويتر - سيتعلمون كيفية اختصار مطالبهم في - 140 حرفاً - ترسل لحساب رئيس الديوان الملكي، الذي وعد بإضافة - 50 حساباً - من أصحاب الحاجات في كل مرة، للنظر فيها ! إنها مفارقة عجيبة، ففي الوقت الذي تقوم فيه دول عديدة بمحاربة - تويتر - والتضييق على حريات استخدام حزمة ( التكنولوجيا المصاحبة ) له، رغم إدعاء هذه الدول ومناداتها - بالديمقراطية - يأتي النموذج السعودي المشرف ليقدم درساً في صدق التعامل والإخلاص فيه، بين الحاكم والمحكوم بعيداً عن التطبيل أو التلميع، من يعيش في أعلى السلطة، يستمع لأبسط الناس دون وسيط، أو تزييف!.
مطالبة رئيس الديوان الملكي لمتابعيه (بعدم وضع صورته أو اسمه في معرفاتهم معتذراً عن إضافة من يقوم بذلك مع احترام الجميع وتقديرهم)، حكاية أخرى أرجو أن يفهمها أصحاب - الديمقراطيات الخادعة - ومن يسكنون في الأبراج العاجية من محبي الشهرة، والسلطة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.