أتحفتنا وسائل التواصل الاجتماعي بمجموعة من المشاهد المصورة، والتي تحكي الواقع المؤلم الذي يعيشه السوريون، وما يهمنا هنا هو ذلك الفيديو المرعب، والذي صورته جماعة النصرة الإرهابية أثناء إعدامها لاثنين من المجاهدين السعوديين!!، إذ تم قتلهما بدم بارد، على يد أحد الإرهابيين، وذلك بعد أن قرأ إرهابي آخر نص البيان الذي يدينهما بالانضمام للجماعة الإرهابية الأشهر، داعش، ومعنى هذا أن جماعة تزعم انتماءها للإسلام، قتلت شابين بتهمة الانضمام، والقتال في صفوف جماعة تزعم، أيضا، انتماءها للإسلام!!، وقد كان المشهد داميا، وعنيفا، ويحكي الكثير عن استرخاص هذه الجماعات لدماء الأنفس المعصومة، ويؤكد عشقها الأزلي للعنف، والقتل، والدماء.
وفي فيديو آخر، يعلن شباب سعوديون من النافرين للجهاد في سوريا تخليهم عن جنسيتهم السعودية!!، ويؤكدون على أنهم قادمون لغزونا هنا!!، بعد أن تنتهي مهمتهم في بلاد الشام، والمضحك أن أحدهم يبشر بقرب رفع علم القاعدة على كل المباني حول العالم!!، ولكم أن تتخيلوا شكل العالم الذي سيحكمه هؤلاء الحالمون، وأعتقد أنه فات على هؤلاء المجاهدين الأشاوس أن الكاميرا التي صوروا فيها مشهدهم البائس هي من صنع الكفار، وبالتالي، فإنه في حال تحققت أمنيتهم بفتح كل دول العالم، فإنهم لن يستطيعوا تصوير مشاهد رفع علم القاعدة فوق البيت الأبيض، وداوننق ستريت، وغيرها من المباني، إلا إذا كانوا يزمعون استضافة بعض الكفار، وذلك لمواصلة صنع التقنية لهم، وهي التقنية التي ستعينهم على التصوير، والتواصل مع العوالم الأخرى، بعد انتهاء زمن الفتوحات، ويبدو أنهم ينوون فعل ذلك !!.
ما يلفت الانتباه في موضوع إعدام الشابين السعوديين، هو أنهما في بداية العشرينات من العمر، أي أنهما كانا طفلين، أثناء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما يعني أنه تم استقطابهما، وتحريضهما، وغسل أدمغتهما بعد تلك الحادثة!!، وهو الأمر الذي يؤكد أن ماكينة التحريض التي غسلت أدمغة الشباب في موجة الإرهاب الأولى لا زالت تعمل بكفاءة عالية!!، كما أن مشهد الشباب السعوديين الذين تخلوا عن جنسيتهم، وتوعدونا بالغزو يؤكد ما نقوله دوما، وهو أن دعاة الفتنة لا يحرضون الشباب على الجهاد من أجل الجهاد، بل هم يدربون هؤلاء الشباب على حمل السلاح، ليعودوا أعداء لوطنهم، وأهلهم، ويصبحون قنابل موقوتة تأتمر بأمر هؤلاء المحرضين الجبناء من قعدة الخوارج، وطالما أننا الآن أصبحنا نعرف كل هذه الحقائق، فهل سنرى دعاة الفتنة من المحرضين يقدمون للعدالة قريبا، فكل مواطن صالح يتمنى ذلك.