كتبتُ في هذه الجريدة، مقالاً بعنوان ( مقرن..تكريس للاستقرار) وذلك في العدد رقم(14741) بتاريخ 25-3-1434هـ، وذلك في أعقاب صدور الأمر الملكي الكريم، بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وخلاصة قولي، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، أراد تكريس استقرار الوطن، في ظل ما تشهده المنطقة العربية، من اضطرابات وثورات، وقلتُ إن أمر المليك المفدى، لاقى صدى مريحاً في أوساط المجتمع على امتداد الوطن، لا أود اجترار ما تناولته في مقالي الآنف الذكر، لكن لا بد من ما لا بد منه، لابد من تسجيل مشاعري باعتباري أحد المواطنين الغُيّر على هذا الوطن، يفرح لأفراحه، ويترح لأتراحه، الوطن برمته هذه الأيام، ينتشي فرحاً، تتلون وتتنوع مشاعر الفرح داخل صدور المواطنين، بعد ما أعلنها أبو متعب، مدوية في آفاق البلاد الرحبة، عن قدوم (طائر النورس) الجميل، ترفرف بسماته في وجه أطياف المجتمع، قالها أبو متعب، مالها إلا رجالها (مقرن بن عبدالعزيز) ولياً (لولي العهد) إضافة لمنصبه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، هذا القرار الاستباقي، يشي بمحصلة مهمة، هي العمل على استقرار الوطن، نعم إنه الاستقرار والأمان بإذن الله وعونه وحفظه، لتوطيد (مرحلتين ملكيتين) قادمتين، وقطع الطريق على كل متربص بهذه البلاد، ولنكن مع مشاعر الفرح العارمة التي استقبلت هذه الخطوة الملكية المباركة، فقط لك أن تلحظ هبّة مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعلها وصداها عند تلقيها هذا الأمر الملكي، الذي حكم الجميع، بسداده وعقلانيته وحكمته وبعد نظره، لك أن تسلط الضوء على تلك الجموع الغفيرة التي هبّت لمبايعة (ورقة المليك الرابحة) بإذن الله، الأمير مقرن لهذا المنصب المفصلي، تتأكد من ثقة ولي الأمر بهذا الطائر (الشهم، البشوش، المتواضع) عندما تضمن أمره الكريم بأن يتولى دفّة البلاد عند خلو منصب الملك تحت أي ظرف، عندها تبصم بالعشرة أن الأمير مقرن، رقماً مهماً في سلسلة أرقام الدولة الخالدة، نعم ولعمري هو كذلك، شخصية اجتمعت فيه، خصال ومقومات القائد المحنك، رجل عالي الثقافة، طيار عسكري فذ، متواضع جم، لا تفارق الابتسامة والبشاشة محياه، ناهيك عن شعبيته الضاربة، مشهدان لا يزالان محفورين في ذاكرتي لهذه الشخصية، الأول (قبْلة التواضع) على رأس سماحة المفتي في العام الماضي وهي التي أجبتني على كتابة مقالي الفائت، وعلى التغريد بها مع الإشادة في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ويتكرر المشهد ذاته، عندما زار سموه سماحة المفتي في المستشفى لتلقيه مبايعته، رأيته وهو يقبل رأس سماحته ويعاهده على مضي هذه البلاد بالتمسك بالعقيدة السمحة، ويوصيه سماحته بالرفق بالرعية، ياله من مشهد مهيب، يشي باستمرارية استقرار هذه البلاد بإذن الله، طالما يحكمها، رجالات هذه الأسرة الكريمة الوفية، قرأت ذات مرة أن لدى سموه مكتبة منزلية تحوي آلاف الكتب من كل فن، وفي ذلك دلالة عميقة بحب هذه الشخصية للعلم وطلابه، وهذه بذاتها بشرى لطلبة العلم في بلادنا بأن التعليم سيشهد نقلة نوعية تخدم البلاد والعباد، وثمة مشهد حرّك مشاعري، عندما رأيت سموه، ينحني وهو يقبل يد أخيه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الذي قدم لمبايعته ،الأمير مقرن بن عبدالعزيز، لا أخاله، إلا فأل خير على البلاد والعباد بحول الله وقوته، وسيكون الساعد الأيمن لمليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، سلمان الخير والعطاء، نحن في هذه البلاد، محسودون بهذه الأسرة الكريمة، التي تملك خصال السياسة والحكمة والخير والكرم والعطاء للقريب والبعيد وللإنسانية جمعا، أسرة متمسكة بشرع الله المطهر، تسير على خطى المؤسس رحمه الله ،بصماتها الخيرة مبسوطة في كل جانب، يكفي اهتمامها بالحرمين الشريفين وبكافة المشاعر المقدسة، ووقوفها مع المكلومين والمقهورين والمظلومين في بقاع المعمورة، وانتصارها لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، حتى باتت مؤثرة في القرارات الدولية، بقي القول، نحن مطمئنون وواثقون، بأن تعيين الأمير مقرن، ولياً لولي العهد، نقلة نوعية، نحو استقرار مستدام للوطن، بإذن المولى القدير، فرضتها مرحلة صعبة تموج بالمخاطر...ودمتم بخير.