زيارتي لمسقط رأسي (الزلفي) بالقطّارة - والشكوى لله - تتم خلال أيام العيدين، ومن يعرفني، يظنّ أنّي ملاحق مطرود، لا ألبث، حتى أعود أدراجي، حيث طبيعة عملي، تحْكم قبضتها على جوارحي، لكن يا جماعة الخير، لا أخفيكم، أنه كلما نويتُ زيارة هذه المدينة (المحروسة) برمالها الذهبية، وبسلسلة جبالها، التي تثير الشجون، إبّان غزارة هطول المطر، من خلال شلاّلاتها الجميلة، والمشْبِعة لرؤية العين، صدّقوني أني أفكّر وأقدّر، قبل العزم وشدّ الرحال لتلك المحافظة، في جزئية خدمية مهمة، رفعت (الضغط والسكر) لكل (بلدياتي) و(مقيم) على تراب هذه المدينة، تشعر بصياحهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الكل يرفع شكواه وهمومه، صوب شركات الاتصالات، نتيجة الضعف في شبكاتها الخدمية، من خلال الانقطاع في المحادثة الكلامية، أو انعدام خدمة النت، أو ضعفها بشكل يثير الغضب، كل هذه الخدمات العصرية الضعيفة، تكون في عصر تشهد فيه البلاد، نهضة خيالية بفضل الله، ثم بفضل ما توليه حكومتنا من دعم غير مسبوق، لكامل القطاعات الخدمية، وعلى رأسها قطاع الاتصالات، لكننا نرى مسئولي هذا القطاع لا يتناغمون مع توجيهات القيادة الرشيدة، ولا توجهاتها النبيلة، نرى ونقرأ معاناة أهل المحافظات والقرى والهجر، جراء ضعف أو انعدام خدمات الاتصالات بأشكالها العصرية، نتيجة عدم شموليتها بالأبراج عالية القدرة، وبالمواصفات الفنية العالمية، لك أن تُعمل محرك (قوقل) نحو شركات الاتصالات، لترى الزخم الكبير، من الأهالي في كل منطقة، يرفعون راية الامتعاض، والتذمر، والهجوم عليها، يوم أن تجاهلتهم، وتجاهلت شكاواهم، التي تجسد معاناتهم، من سوء خدمة الجوال والنت معاً، وهؤلاء، وأولئك، لا يلامون في انفعالاتهم، متى ما علمنا، أن التقنية الحديثة، هي أس الحكومة الإلكترونية، والآن القبول في الجامعات يتم عن طريق البوابات الإلكترونية لها، وخدمات وزارة الداخلية الكثيرة والمتنوعة، تتم عن طريق خدمة (أبشر) وكذلك خدمة (حافز) الأمر الذي، يتطلب توافر خدمة النت السريع في كل بقعة كبيرة أو صغيرة، داخل المملكة، ليسهل على الجميع، إنهاء خدماتهم بكل يسر وسهولة، ودونما معاناة، الزلفي تعاني الأمرّيْن من سوء خدمة الجوال والنت على حد سواء، كنتُ توقعتُ في مقال سابق كتبته في هذه الجريدة، بأن هذه المحافظة، ستكون في قادم الأيام (مدينة ذكية) أما والحالة تلك مع شركات الاتصالات، فأعتذر لكل من قرأمقالي الآنف الذكر، وأعترف بأني أسأت التقدير، يوم أن أحسنت الظن، إذ كيف تكون (الزلفي) مدينة ذكية، والتقنية الحديثة غير مكتملة الجوانب فيها، وبالأخص جانب الاتصالات المهم، التي لم يشفع لها قربها من العاصمة (الرياض) واآخزياه واآعيباه، الزلفي، تشكو الحال، هذا هو الحال، ضعف متناه في الجوال، وبخدمات الاتصال السريع بالإنترنت (الجيل الثالث) هذه الخدمات، باتت من الضرورات، وليس من الكماليات، في هذا العصر، الذي تضع (أنت) العالم كله، في رحى يدك، يا جماعة الاتصالات، قليلاً من الاهتمام، بهذه المحافظة، تكفون، ولو جبراً بخاطري! كي لا اعتذر عن زيارتها، بسبب خدماتكم، أهالي الزلفي، يتوقون إلى أن يُنْهوا إجراءاتهم في القبول في الجامعات، عبر البوابات الإلكترونية الخاصة بها وإجراءاتهم العديدة والمتنوعة من خلال خدمة (أبشر) مما له صلة مباشرة بوزارة الداخلية، وكذلك عند التسجيل بما يسمى (حافز) كل هذه الإجراءات، لا تتأتى، إلا من خلال هذه الأنظمة الإلكترونية، وهذه الأنظمة لا يمكن الدخول لها، إلا في حالة توفر خدمة الاتصال السريع بالإنترنت، وليس من المعقول الاكتفاء بالسماع بهذه الأنظمة، دونما الاستفادة الفعلية منها، وهي ضرورية وملزمة في نفس الوقت، وحلقة الوصل بها جميعاً، ممكنة، من خلال خدمات الاتصال السريع بالنت، أيضاً خدمة الجوال لك عليها في مناطق متعددة في الزلفي، لك أن تزور (العقل) الشمالية، ومنها (الثوير) و(المنسف) ليضيع الجوال كله بأبراجه (المشحوذة) والضعيفة، لا أدري ما هو دور مكاتب الشركات في هذه المحافظة، طالما أنها عاجزة عن حل هذه المعضلة، التي يشكو منها أهالي الزلفي باستمرار، أن شركات الاتصالات مجتمعة تضم كوادر وقيادات سعودية متميزة، ولا أخالها تبخل على أهلها في الزلفي بخدماتها، أو أن تقبل بأن تكون حبيبتي الزلفي في الهامش... ودمتم بخير.